المنامة، الرياض، لندن - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - اكدت المملكة العربية السعودية وقوفها بكل امكاناتها خلف دولة البحرين وشعبها، ورفضها المطلق لأي تدخل اجنبي في شؤون هذا البلد، داعية المواطنين البحرينيين الى قبول ما طرحته حكومتهم من دعوة للحوار. وصرّح مصدر سعودي مسؤول بأن الرياض «تتابع باهتمام تطوّر الأوضاع في المملكة البحرينية الشقيقة، وفي الوقت ذاته تأمل بأن يعود الهدوء والاستقرار في ربوعها في ظل قيادتها الحكيمة». وأضاف المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية فجر أمس، أن السعودية «تناشد الأشقاء من الشعب البحريني تحكيم العقل في طرح رؤاهم، وقبول ما طرحته حكومة البحرين، وتؤكد حكومة المملكة العربية السعودية رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في شؤون دولة البحرين الداخلية من أي جهة كانت. فشعب البحرين الشقيق وحكومته أحرص من الغير على وطنهم واستقراره وأمنه». وأكد المصدر أن «السعودية تقف بكل إمكاناتها خلف دولة وشعب البحرين الشقيق». وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تلقى امس اتصالا هاتفيا من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، بحثا خلاله العلاقات الاخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد الأمير نايف بن عبدالعزيز وقوف المملكة السعودية إلى جانب البحرين حكومة وشعباً ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية، مشيداً بما تشهده البحرين من تطور ونماء في مختلف المجالات، ومتمنياً للبحرين دوام التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة. كذلك تلقى الملك حمد اتصالا من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح اعرب فيه عن وقوف دولة الكويت الى جانب مملكة البحرين حكومة وشعبا ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية. وأكدت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى البحريني ضرورة تعاون الجميع وتعاضدهم لإنجاح المبادرات الوطنية الداعية للحوار والتوافق بين أبناء الشعب الواحد، مشيرة إلى أن كل الأمور العالقة يمكن أن تحل إذا ما حكم العقل والمنطق، وأن اللجوء إلى العنف لا يجر إلا إلى مزيد من العنف وتوتير الأوضاع التي ينبغي أن ترجع إلى الاستقرار والأمن، داعية لضبط النفس والاحتكام الى الحوار والتفاهم. ورحبت اللجنة التي انعقدت امس برئاسة الدكتور صلاح علي بالمبادرة التي أطلقها ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للحوار، مؤكدة أنها تنطوي على النية الصادقة للإصلاح بين أبناء الوطن الواحد، وداعية إلى إنجاح كافة الجهود المخلصة للخروج من الوضع الحالي بأقل الخسائر الممكنة. في هذا الوقت، قرر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين تعليق الاضراب العام الذي دعا اليه امس بعد الاستجابة للمطالب التي تقدم بها وهي انسحاب الجيش من الشوارع والسماح بالتظاهر. وقال الاتحاد في بيان مقتضب امس «في ضوء الأوضاع المستجدة ونظراً لانسحاب الجيش واحترام حق التظاهر السلمي فقد قرر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين تعليق الإضراب العام واستئناف العمل اعتباراً من يوم غد الاثنين 21 شباط (فبراير)». وقال مسؤول بالاتحاد لوكالة فرانس برس ان «العديد من القطاعات التزمت بالاضراب اليوم بشكل متفاوت»، مضيفا ان «الغالبية من العاملين المنضوين تحت نقابات الاتحاد لم يذهبوا الى اعمالهم بل توجهوا الى دوار اللؤلؤة» حيث استمر الاعتصام المفتوح امس. وتوجه نحو 1500 طبيب وممرض ومسعف من مركز السلمانية الطبي في المنامة، اكبر مستشفيات البحرين، الى الدوار في مسيرة تضامنية مع المعتصمين طالبوا خلالها باستقالة وزير الصحة بتهمة التقصير في اسعاف جرحى المواجهات. واعتصم محامون امس امام مبنى وزارة العدل بدعوة من جمعية المحامين، فيما اعتصم العديد من المعلمين امام المدارس. وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ان الولاياتالمتحدة تدين أي محاولة من جانب قوات الامن البحرينية لقمع الاحتجاجات السلمية. وأضافت كلينتون في حديث الى محطة «أي. بي. سي» التلفزيونية «كان كلامنا واضحا للغاية منذ البداية بأننا لا نريد أن نرى أي أعمال عنف. نأسف لذلك. ونعتقد أنه غير مقبول بتاتا. نريد أن تكون هناك حماية لحقوق الانسان بما في ذلك الحق في التجمع وحق الناس في التعبير عن أنفسهم. ونريد أن نرى اصلاحا. لذا بدأت البحرين بعض الاصلاح ونريد أن نراهم يعودون الى ذلك على وجه السرعة».