انقسم الإسلاميون في تونس والخارج حول دعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث والسماح لها بالزواج من غير المسلم، إذ هاجمت «حركة النهضة» الإسلامية بزعامة راشد الغنوشي عضو التنظيم الدولي ل«الإخوان المسلمين» وجدي غنيم بعد تكفيره الرئيس، ما استدعى رداً من الأخير هاجم فيه «العلمانيين» في تونس، مؤكداً أنه يكفرهم كما يكفر مؤسس الدولة الحبيب بورقيبة، وذلك على خلفية الجدل الدائر حول «المساواة». ونقلت قناة «سي أن أن» أمس عن غنيم الهارب من العدالة في مصر، قوله في تسجيل فيديو جديد أصدره، أنه لا يكفر الشعب التونسي ككل، لأنه شعب مسلم كما قال. واعتبر غنيم أن هناك «من يريد الإيقاع بينه وبين إخوانه المسلمين في تونس»، إذ إنه لم يكفر سوى العلمانيين الذين «يكفرهم الله» كما قال، مورداً مجموعة من الآيات التي أراد أن يفسر بها وجهة نظره حول «تكفير العلمانيين». وكان «الإخواني» الهارب تعرّض لانتقادات واسعة بسبب فيديو نشره قبل أيام، حاول الرد فيه على من اعتبروا انتقاداته تكفيراً للشعب التونسي ككل. انقلاب «الإخوان» في تونس على غنيم أتى من خلال تصريحات للنائب عن حركة النهضة الصحبي عتيق أدلى بها لإذاعة «شمس أف أم» وشدد فيها على رفض تكفير الإرهابي الهارب من مصر للرئيس الباجي قائد السبسي ومجلس الشعب وعدد من قيادات البلاد. وأضاف أن «الشعب التونسي مسلم قبل ظهور وجدي غنيم ولا يمكن قبول أراء تكفيرية بحق التونسيين». كما كتب عضو المكتب السياسي ل «حركة النهضة» عبدالله الخلفاوي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» للرد على غنيم ووصفه ب «الفاشل وصاحب المنطق الأرعن»، ودعاه إلى عدم التدخل في الشأن التونسي. وقال في تدوينته: «وجدى غنيم، متى أعطى الفاشل في الدراسة دروساً، ألا يكفيك ما حل ببلدك جراء هذا المنطق الأرعن؟». وأضاف: «تونس ليست في حاجة إلى تدخلك وغيرك. في النهاية السبسي والغنوشي كلهم توانسة وهم من أسس لمنطق الحوار والتوافق، ولا مكان لتدخل كهذا. عاشت تونس».