يشكو بعض المدافعين عن حقوق الانسان في العراق والداعون الى تظاهرات في عدد من المدن من مضايقات عدة لدفعهم الى التخلي عن مواقفهم ومنعهم من حشد المتظاهرين. وتؤكد مجموعة من الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني انهم يتعرضون للمضايقات والتهديدات لإجبارهم على التخلي عن مواقفهم، فقبل ايام تعرضت غادة العاملي المديرة التنفيذية لمؤسسة المدى التي ترعى حملة شعبية باسم «الحريات اولاً» الى اعتداء من قبل القوات الامنية، في وقت تلقت المؤسسة تهديداً بتفجيرها بسبب حملتها التي تقودها ضد تقييد الحريات العامة. وتعرضت هناء ادورد رئيسة جمعية الأمل الى محاولة اعتداء بالضرب اثناء قيادتها لاعتصام مدني ضد الخروقات الدستورية. وقالت ادورد ان «هناك الكثير من المنظمات التي تشارك في المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور تعرضت لضغوط كبيرة من قبل القوات الامنية ومضايقات عدة من الحكومة لإجبارها على التخلي عن موقفها». واشارت الى ان «بعض هذه الضغوط صيغ بشكل رسمي عن طريق اخضاع منظمات المجتمع المدني الى رقابة الحكومة من خلال ربطها برئاسة الوزراء طبقاً للقانون الجديد لمنح اجازات انشاء منظمات المجتمع المدني». وقالت ادورد ان «السياسيين أدركوا خطورة تلك المنظمات في توعية الشارع العراقي للمطالبة بحقوقه، الامر الذي دفعهم الى اصدار هذا القرار للتضييق على المنظمات». وقال سعد سلوم عضو «المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور»، الذي شارك في تظاهرات تطالب باحترام الدستور وتقديم الخدمات وصون الحريات المدنية، ان «الاعتداءات السابقة التي اقدمت عليها القوات الأمنية على المتظاهرين عكست صورة سلبية عن خرق الدستور الذي يكفل للمواطن حق التظاهر والتعبير عن الرأي». واوضح سلوم ان «القوات الامنية تعاملت بنوع من المسؤولية مع المتظاهرين عقب مطالبة رئيس الوزراءالعراقي نوري المالكي لها بعدم الاعتداء على المتظاهرين». واشار الى ان «التظاهرات التي حصلت الجمعة الماضي لم تتعرض لأي اعتداء على العكس التظاهرات السابقة». واوضح ان «الضغوط على المتظاهرين تكاد تكون غير محسوسة، فالقوات الامنية تحاول تخويف المتظاهرين باحتمال تسلل احد الانتحاريين الى صفوف التظاهرات لمنع المحتجين من التعبير عن احتجاجهم». وكانت مجموعة من الصحافيين العاملين في صحيفة «المدى» التي تقود حملة لنصرة الحريات في البلاد والناشطين العاملين في مجال المجتمع المدني تعرضوا لتهديدات بالتصفية الجسدية الأمر الذي تسبب في اختفاء بعض منهم عن الانظار، فيما استعان آخرون بوسائل الاعلام لكشف الضغوط التي يتعرضون لها.