ببضعة ضغطات على أزرار لوحة مفاتيح حاسبك الآلي، بات من الممكن الالتحاق بالبرنامج أو الدورة المطلوبة، حتى وإن كان ما تريده برنامجاً علمياً ما. وذلك عبر أحد المواقع الإلكترونية المختصة في مجال التعليم والتدريب عن بعد، يمكنك الحصول على ما تريد. وعلى رغم أن التعليم عن بعد بمميزاته الكثيرة من اختصار المسافات وتخفيف الضغط على الأقسام العلمية في الكليات والجامعات وتحقيق رغبة الدارسين ذكوراً وإناثاً بدخول الأقسام والتخصصات التي يريدون، لا يزال غير معتمد وغير معترف به في السعودية، إلا من الجامعات المصرح لها، إلا أن ذلك لم يثن الكثيرين عن رغباتهم في الحصول على دورات ودبلومات على أقل تقدير. من هنا بدأت تظهر السلبيات والإيجابيات المحيطة بأولئك الذين قرروا طلب المعرفة من وراء الشاشات، كما تشير مي محمد التي تحدثت عن وضعها وزميلاتها في مرحلة البكالوريوس، التي التحقن بها من طريق «الانتساب المطور» في جامعة الملك عبدالعزيز، «فبطء الاستجابة من عضوات هيئة التدريس في الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي استفساراتهن عن أمور تخص المنهج الدراسي، يضطرهن للحضور إلى الجامعة من أجل مقابلتهن، وفي أحيان يحضرن ولا يجدن أيضاً من يبحثن عنهن». فيما تعتبر نوف العمري كمون المشكلة في المواد العلمية كالإحصاء، حيث ينتهي الوقت بسرعة ولا مجال لتبادل الأسئلة والنقاش مع أستاذة المادة، «هناك من لا يستطيع استيعاب مثل هذه المواد وهو داخل القاعات الدراسية إلا بالتكرار، فكيف بنا ونحن لا نستطيع التواصل مع المحاضرة إلا من خلال القاعة الصوتية!». وترى بدور عسيري طالبة الدراسات العليا في قسم علم الاجتماع بالجامعة ذاتها أن من ايجابيات التعليم عن بعد اختصار الطلاب الوقت والمسافة، «في حين أن من سلبياته احتمال وقوع الظلم على الطلاب في بعض المستويات، إضافة إلى تأثره بانقطاع خدمة الإنترنت». وعن الدورات التدريبية الإلكترونية تقول المتدربة أشواق العوفي مجيبةً على ما إذا كان التدريب الإلكتروني مطابقاً لما هو على أرض الواقع: «حضرت أكثر من دورة مباشرةً أو إلكترونية، ولمست بعض التوافق وبعض الاختلافات في النوعين، فعلى رغم أن بعض الدورات المباشرة تكون أكثر حيوية وتفاعلاً، إلا أنك لا تجد الفائدة الكاملة فيها، إما بسبب الجهة المنظمة، أو آلية التدريب، أو المدرب أو المجموعة». وتضيف: «في الدورات المباشرة، خصوصاً المدفوعة برسوم واعتمادات، يكون الحضور من المهتمين والباحثين عن الفائدة، شرط أن يكون المدرب متمكناً من مادته، وإدارة الدورة بشكل جيد، ولذلك فإن التفريق بين النوعين المباشر والإلكتروني يعتمد على المتدرب الجاد والحريص بنسبة تفوق 70 في المئة». وتشير إلى أن من الملاحظات على التدريب الإلكتروني «درجة المصداقية» التي تفتقدها بعض المراكز التي تقدم الدورات، سواءً في تسليم الشهادات أو حتى في المواد المصاحبة كالعروض والمذكرات التي تضيف للمتدرب الكثير. وقالت: «للأسف أن انتشار ظاهرة التدريب عن بعد بطريقة غير مدروسة قد يؤثر على بقية المراكز التي تقدم تدريبات ذات قيمة، فهناك أسماء ليس لديها أية خلفية عن التدريب، لكنها وجدت الإنترنت وسيلة مناسبة للاستغلال أو الشهرة أو غيرها، إلا أن مواقعاً يمكن اعتبارها من الأكاديميات والمراكز التي تقدم تدريبًا حقيقيًا ذات معنى وذات هدف ورؤية واضحة، ونتمنى أن تجد مثل هذه المواقع الدعم من جهات حكومية لنشر ثقافة التدريب على نطاق واسع». «تجربة رائعة» كانت تجربة فارس العزي مع التدريب عن بعد، الذي يقول: «سبب اتجاهي إلى التدريب عن بعد، الرسوم الباهظة التي تطرحها المراكز التدريبية في الدورات المباشرة، حيث أن التدريب عن بعد يكسر جميع الحواجز المالية والنفسية». وأضاف: «أعتقد أن رسوم الدورات المباشرة غالباً ما يكون مبالغاً فيها، مقارنة بأيام التدريب، وأصبح بإمكاني دفع رسوم 4 دورات عن بعد مقارنة برسوم دورة واحدة على الواقع وبالاعتمادات والمحتوى العلمي نفسهما». قتل الخجل الزائد يشير المتدرب فارس العزي إلى أن الدورات التي تقدم على أرض الواقع يقل فيها التفاعل أو المشاركة مع المدرب أحياناً لأسباب، منها معاناة المتدرب من الخجل الزائد، وضعف الثقة في النفس، والخوف من التحدث أمام الجمهور، أو إن كان هناك اختلاط بين النساء والرجال قد يشعر بعضهن بالخجل، فالتدريب عن بعد كسر هذه الحواجز النفسية وأصبح بإمكان المتدرب المشاركة بالدردشة المكتوبة أو صوتياً، وبذلك يكون المتدرب استفاد فعلياً. ومن الميزات أيضاً من وجهة نظر العزي أن بإمكان المتدرب عن بعد تسجيل المحاضرات كاملة بالصوت والصورة، لتصبح مرجعاً له، وتفيده في حال تغيبه عن المحاضرات لظرف ما، وتابع «أعتقد أن هذه الميزة كفيلة بأن تُرجح كفة التدريب عن بعد على التدريب الواقعي، وأيضا سهولة التواصل مع المدرب وسرعة تبادل المعلومات». في حين أوضحت فهيمة حامد وهي متدربة وأيضاً مدربة في دورات تخص النساء في هذا المجال بقولها: في جميع الأحوال التعليم والتدريب الإلكتروني فكرة رائعة جداً، وبديلة عن الدورات في أرض الواقع، ولكن رأيي أن التدريب الإلكتروني غطى على مشاكل التدريب على أرض الواقع من نواحٍ عدة، أهمها أنه أقل كلفة مادية، وحلّ مشكلة عدم توافر المواصلات.