أظهرت صور للأقمار الاصطناعية ان كوريا الشمالية استكملت بناء ثاني منصة للصواريخ البعيدة المدى، وسط مخاوف أميركية من أن يصبح برنامج بيونغيانغ للصواريخ الباليستية بسرعة مصدر تهديد مباشر. وقال تيم براون، المحلل في مجموعة «غلوبال سيكوريتي» للتحليل العسكري الذي كشف وجود المنشأة، إن «المنصة الجديدة أليت يبلغ طولها 30 متراً أكثر تعقيداً من المنصة الاولى التي شيدتها كوريا الشمالية، وتشبه موقعاً صينياً، ما يوحي بتورط بكين. وأوضح أن تشييد المنشأة في بلدة تونغتشانغ - ري التي تقع قرب الحدود الشماليةالغربية لكوريا الشمالية مع الصين، يصعب مهمة الاستخبارات الأميركية في مراقبتها، مقارنة بالمنصة الأخرى في موسودان - ري شرق كوريا الشمالية. وأكد أن الموقع الكوري الشمالي الجديد «لا يضاهي على الإطلاق مستوى المنشآت في الدول المتقدمة، لكنه يمثل أقصى ما يمكن لدولة في العالم الثالث أن تصل إليه لامتلاك أول منشأة عالمية». ويعتقد أن أعمال بناء المنصة الجديدة بدأت قبل عشر سنوات، فيما أعلن براون ان «لا مؤشرات الى إجراء تجربة إطلاق وشيكة، مع العلم ان وضع صاروخ على المنصة سيستغرق أسابيع، وربما شهوراً». وأيد مسؤول كوري جنوبي تصريحات براون في شأن عدم ظهور علامات تشير إلى استعدادها لإطلاق صاروخ بعيد المدى. ولفت المحلل الأميركي الى كوريا الشمالية المنعزلة والتي تقول إن برنامجها الصاروخي سلمي ويهدف إلى وضع قمر اصطناعي في مداره، تعمل على تطوير البرنامج بالتعاون مع إيران وباكستان. وقال: «نعتقد أن هذه الدول تعمل في نواحٍ مختلفة، ثم تتبادل ميزات البرنامج وتستفيد منها». وتابع: «إذا استطاعت كوريا الشمالية تحقيق هدفها المعلن في وضع قمر اصطناعي في مدار حول الأرض، فيمكن أيضاً ان تطلق صاروخاً يصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة»، مشيراً الى ان الكوريين الشماليين يزعمون أن من حقهم إطلاق قمر اصطناعي سلمي، وأن «هذا التهديد لا يمس الولاياتالمتحدة». واعتبر أن السلاح الكوري الشمالي «سياسي وليس عسكرياً، ويسمح لبيونغيانغ بأن تتفاوض من موقع أقوى». في غضون ذلك، كشف مصدر حكومي في سيول ان رئيس الاستخبارات الكورية الجنوبية وون سي هون زار الولاياتالمتحدة سراً الأسبوع الماضي لبحث قضايا العلاقات بين الكوريتين. وأفادت مصادر أخرى لم تكشف هويتها بأن وون التقى خلال زيارته مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا ومسؤولين آخرين، مرجحة مناقشة الجانبين سبل ترتيب قمة للخروج من أزمة العلاقات عبر الحدود، والتي تدهورت بعد اتهام بيونغيانغ بإغراق بارجة «تشونان» الحربية في آذار (مارس) 2010، وقصفها جزيرة يونبيونغ الحدودية جنوب البحر الغربي.