في تأكيد ل «انتصار» المنظمات المناهضة للعنصرية والديموقراطيين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد أيام على أعمال العنف في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا التي شهدت دهس مؤيد للنازيين الجدد متظاهرين بسيارة، ما أدى إلى مقتل امرأة وجرح 19 شخصاً، رحبت نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، «بتسريح الرئيس ستيف بانون» كبير خبرائه الاستراتيجيين، المستشار صاحب الأفكار القومية وأحد أبرز دعاة «اليمين البديل»، الذي أثر كثيراً في توجهات الإدارة في الأشهر السبعة الأخيرة. لكن بيلوسي رأت أن «التسريح قد يُخفي موقف الرئيس ترامب نفسه من دعاة تفوّق البيض والتعصب الذي يدعون اليه»، علماً أنه واجه انتقادات حادة بسبب تحميله مسؤولية حوادث شارلوتسفيل أصحابَ نظرية تفوّق البيض وكذلك المتظاهرين الذين جاؤوا لإدانتهم، قبل أن يتراجع تحت الضغوط، ويندد بالكراهية والتعصب المخالفين لقيم الولاياتالمتحدة. كذلك، علّق الناطق باسم اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي مايكل تايلر قائلاً: «الآن قلّ مؤيدو تفوّق البيض واحداً في البيت الأبيض، لكن ذلك لا يغير الرجل الجالس خلف المكتب البيضاوي». وبعدما كان بانون شن في إحدى مقابلاته الإعلامية القليلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» منذ توليه منصبه في البيت الأبيض، حملة عنيفة على وسائل الإعلام، معتبراً أن «العاملين فيها يجب أن يشعروا بعار لتشكيلهم حزب المعارضة وعدم فهمهم هذا البلد»، علماً أن الانتقادات الإعلامية شملت أيضاً جيمس موردوك، نجل قطب الإعلام روبرت موردوك المقرّب جداً من ترامب، والذي دان «خطاب الكراهية» الذي يعتمده الرئيس، ورأى أن التزام الصمت يعني التواطؤ. وشكل ذلك انتقادات قاسية جداً لرئيس المجموعة الأم لقناة «فوكس نيوز» الإخبارية المفضلة لدى ناخبي ترامب. وأكد بانون أنه سيواصل المعركة «دفاعاً عن الرئيس الجمهوري وضدّ معارضيه في الكابيتول ووسائل الإعلام وفي عالم الأعمال». وزاد: «ما زالت لدينا حركة هائلة، وسنفعل شيئاً ما خلال هذه الرئاسة». وأعلن الموقع الإلكتروني «برايتبارت نيوز» الذي أسسه بانون لحساب تيّار من اليمين الأميركي المتطرف يقدم نفسه باسم «اليمين البديل» ويميل إلى معاداة السامية، ويُشيد بعلم كونفيدرالية دول الجنوب ويدين الهوة والتنوع الثقافي، أن مؤسسه استأنف ممارسة مهماته بصفته مديراً تنفيذياً للموقع، وترأس أول اجتماع تحريري ليل الجمعة. واحتجاجاً على موقف ترامب من العنف في شارلوتسفيل، أعلن القس الإنجيلي إي آر برنارد الذي يرأس مجمعاً كنسياً يضم 37 ألف عضو في نيويورك الانسحاب من دائرة المستشارين الدينيين الإنجيليين ال27 لدى الرئيس، وصرح لمحطة «سي أن أن»: «حين بدا ترامب متردداً في شأن شارلوتسفيل، أدركت وجوب اتخاذ قرار أشد وقعاً من مجرد المغادرة، والانفصال تماماً عنه». وتابع: «عندما يتردد المرء بهذا الشكل، يثبت ذلك أنه خاضع لتجاذبات آراء محيطه. ولديّ مشكلة مع هذه الطريقة في ممارسة السلطة».