يُسجل للمطرب النوبي محمد منير مواكبته الأحداث في العالم العربي، وحرصه على تقديم الأغاني الهادفة ومنها الوطنية والدينية. وكانت ثورة «25 يناير» مناسبة عظيمة لإطلاق أغنيته الجديدة» ازاي» التي تتناول الأحداث الأخيرة في مصر. يقول منير: «أنا أول من قدم هذا النوع من الغناء من أبناء جيلي، قدمت العديد من الأغنيات التي كانت بمثابة نوع من أنواع التحريض، فغنيت للقدس عام 1978 ولفلسطين في «شجر الليمون» عام 1981 وغنيت «العمارة العمارة» في بداية الانتفاضة عام 1986، وغنيت عندما ماتت سناء محيدلي أغنية «أتحدى لياليك يا هروب واتوضى بصهجك يا جنوب»، وغنيت «يا بن العرب ياللا ياويكا اعرف مين أعاديك». وأضاف: «وكانت أغنية «مدد يا رسول الله» الشهيرة التي قدمتها قبل سنوات في عمق الأحداث ذاتها ولنفس الأهداف الوطنية». وأوضح أنه ليس مقلداً وإنما محرضاً والآخرون من قلدوه وأصبحوا مجرد معلقين على الأحداث. وقال: «لم أتخل عن القضية الفلسطينية طوال حياتي إلى الآن، لكنني بدأت دوري التحريضي كفنان منذ فترة طويلة وما يحدث الآن في مصر والوطن العربي أكبر من مشروع التحريض وأكبر من الأغنية». وأضاف: «أنا واحد من الفنانين المصريين دائماً في حوار مع الآخر، مع الغرب، مع أميركا، ودائماً أذهب إليهم وأنا فتوة ومفتون بموروثي وتاريخي ليس الشخصي ولكن الفني». وحول تعاونه مع نجوم عالميين في دويتهات أجنبية، يشير منير الى تعاونه في أغنيات ألبومه الأخير مع فريق اسباني وفريق ألماني. وعن اعتماده على ملحنين وموزعين أجانب خصوصاً من ألمانيا قال: «إنها حالة من التنوع في الثقافات، وأي فنان لا يخاف يستطيع أن يفعل ذلك، ويذهب إلى أي اتجاه في الدنيا طالما يرى نفسه فيه ويكمل به شيئاً هو في حاجة إليه، واستفدت كثيراً من تلك التجربة في مشواري الغنائي». ورأى منير أن احتكاكه بالثقافات الأخرى تجربة ممتعة وجميلة وفيها نوع من الشجاعة، والفنان من خلال تركيبته الخاصة لا بد من أن يتوفر لديه مقدار من الشجاعة والمغامرة والجرأة والثقة بالنفس والإطلاع على كل ما هو جديد ومتطور حتى يكون فناناً متجدداً. وعن واقع الساحة الغنائية قال: «تتسع لأكثر من فرد وما يحكمها هو الاجتهاد، وأنا أحب سماع كل المطربين ولكن لم أر إنني في لحظة احتفظت بأغنية لأحد... أحياناً أشعر بالغيظ إذا قدم أحدهم أغنية جميلة جداً وسر هذا الشعور هو إن تلك الأغنية لم تكن موجودة لدي... أحس بغيرة عنيفة من كل مطرب يقدم أغنية ناجحة لكن لا أحسده عليها». وشدد على «أن هناك أغنيات لا يغنيها إلا محمد منير بمفرده لأنها ذات مفردات لغوية بكر ولم يتناولها أحد من قبل ولو أن المطربين الآخرين من حولي لديهم مقدار من الشجاعة والمغامرة سأكون أنا الأخير، ولكن أنا متفوق عليهم بشجاعتي ومغامرتي وهم متفوقون علي بنشاطهم وحركتهم».