بعد ساعات من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة الحجاج القطريين وتقديم التسهيلات لهم ب «المجان»، شهد منفذ سلوى توافد قطريين يرغبون في أداء فريضة الحج صباح أمس لتتجاوز أعدادهم حتى المساء 120 شخصاً. وجاء فتح السعودية منفذها البري الوحيد مع قطر، بعد وساطة قادها الشيخ عبدالله بن علي بن جاسم آل ثاني، شقيق حاكم قطر الأسبق الذي أطاحه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني جد الأمير تميم بن حمد عام 1972، بعد لقائه نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في جدة ليل الأربعاء. كما وجّه الملك سلمان بن عبدالعزيز بنقل الحجاج القطريين كافة من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على «ضيافة مقامه الكريم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحج والعمرة». وفي أول رد فعل قطري على توجيهات الملك سلمان، قال وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن بلاده ترحب بقرار السعودية فتح الحدود وتوفير رحلات طيران للحجاج القطريين، لكنه وصف الخطوة بأنها «ذات دوافع سياسية». (للمزيد). وأضاف أن «عضو الأسرة الحاكمة كان في زيارة خاصة إلى السعودية». وقال ناطق باسم الحكومة القطرية أن «الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني عقد محادثات مع الأمير محمد بن سلمان قبل الإعلان عن القرار السعودي. ولا يتولى الشيخ القطري أي منصب في الحكومة القطرية». ونوّهت رابطة العالم الإسلامي أمس بأمر خادم الحرمين الشريفين بدخول الحجاج القطريين من دون تصاريح إلكترونية، واستضافتِهِم بالكامل على نفقته، وتوفير الحاجات كافة لهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، وموافقته على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب الحُجَّاج القطريين كافة على نفقته الخاصة. كما ثمّن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، توجيه خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على دخول الحجاج القطريين. وأكملت الجمارك السعودية استعداداتها في جمرك سلوى لاستقبال الحجاج القطريين وخدمتهم، بتوفير جميع الإمكانات البشرية والمادية والتجهيزات التقنية في الجمرك لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات إليهم، وتيسير دخولهم إلى المملكة بسلام واطمئنان لتأدية مناسكهم بكل راحة وأمن وخشوع. وأنهت أمانة محافظة الأحساء إجراءاتها الاستعدادية لتهيئة مدينة الحجاج الواقعة بطريق سلوى، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام المقبلين من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى (سلطنة عمان، الإمارات)، مع التشديد على القطاعات الحكومية ذات العلاقة للمشاركة في العمل على اتخاذ جميع السُبل الاستعدادية لخدمة الحجاج. وأوضح أمين الأحساء عادل الملحم أنه تم الانتهاء من التجهيزات الإجرائية والتنفيذية للمدينة، وشمل ذلك تجهيز مقار الإدارات الحكومية، لتمكين ممثليها من تنفيذ مهماتهم في خدمية الحجاج، وتكوين لجنة خاصة من الأمانة تشرف على المدينة على مدار الساعة، وتخصيص عيادة طبية تابعة لمديرية الشؤون الصحية، تحت رعاية أطباء وممرضين للإشراف على الوضع الصحي لضيوف الرحمن، وتخصيص جناح للنشر يتبع لوزارة الثقافة والإعلام، وتأمين المطويات والكتب التوعوية عن مناسك الحج، وتجهيز مقار للشرطة والدوريات الأمنية والدفاع المدني للإشراف على سلامة الحجاج وأمنهم. ولقيت مبادرة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ترحيباً قطرياً في وسائل التواصل الاجتماعي. وتحظى عائلة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بسمعة حسنة في منطقة الخليج، إذ عرفت عنها القدرة على تثبيت ركائز الحكم وإدارة الدولة، وحسن التعامل مع دول الجوار في القرن الماضي.