عند الصغار والكبار في العمر يتناغم اسم " بيغ بن " مع عاصمة الضباب لندن. حتى عند الذين لم يزوروا لندن يبقى اسم " بيغ بن " الذي هو بالتأكيد أكثر الأسماء شهرة في العالم محفور في الذاكرة ليرمز الى هذه العاصمة التاريخية. سُمعت دقات ساعة بيغ بن في جميع أنحاء العالم بواسطة الراديو، وقد نقلت على الهواء لأول مرة في 31 كانون الأول عام 1923، وما زالت تسمع منذ ذلك الوقت، إلا إذا كانت تحت الصيانة. كل عقرب للدقائق على الموانئ الأربعة طوله يروي حكاية عن لندن وما شهدته هذه العاصمة من تغيرات، وحروب، وتطورات. مع هذا صدر قرار من البرلمان البريطاني على تغيير تسمية برج بيغ بن اللندني الشهير الى اليزابيث تاور، ليحمل اسم الملكة إليزابيث، في عيد جلوسها الستين على العرش (اليوبييل الماسي). الساعة جزء من التراث البريطاني .. وبدأت العمل منذ قرن ونصف القرن تشتهر الساعة بدقتها المتناهية في قياس الوقت، وتعتبر دقاتها رمزا للتوقيت العالمي، ويزن جرسها حوالي ثلاثة عشر طناً، ويبلغ طول عقربيها 9 و14 قدماً. وتوجد الساعة في برج القديس استيفان في الجزء الشمالي من مبنى البرلمان في دائرة ويستمنستر في العاصمة البريطانية، وبرج الساعة طوله 320 قدماً. متجر باسم « بيغ بن» قرن ونصف القرن يبلغ عمر الساعة الآن حوالي قرناً ونصف القرن، وبالنظر إلى عمرها الطويل تظل الساعة في حال جيدة، ويمكن أن تتعرض لعطل مفاجئ مرة كل حوالي سبع سنوات، ومعظم الحوادث التي تعرضت لها كانت بسيطة وقعت عام 1977، حيث توقفت الساعة كلياً عن العمل واستغرق إصلاحها مدة أسبوع كامل. ويحرص فريق الصيانة طوال الوقت على إبقاء القطع التي تتشكل منها الساعة تماماً كما هي لقيمتها التاريخية، الأمر الذي ينتج عنه بعض الأعطال من فترة لأخرى، وبإمكان المسؤولين استبدال الأجزاء الميكانيكية للساعة بأخرى جديدة، لكنهم لا يفعلون ذلك لكون أن الساعة جزء من التراث التاريخي لبريطانيا. ومن الطريف أنه قد حدث في يوم من الأيام أن وقف عدد من طير الزرازير على عقرب الدقائق فمنعها من التحرك، وتأخرت الساعة في ذلك اليوم، ولم تنقل دقاتها عبرالأثير. ولتعديل عمل الساعة طريقة فريدة قائمة على تحميل البندول قطعا نقدية قديمة متعادلة الوزن، وعند سحب إحدى تلك القطع أو زيادتها، يؤدي ذلك إلى تغيير سرعة الساعة بمقدار 2,5 أعشار الثانية في النهار الواحد. عدد من المهندسين يتسلقون الساعة لإجراء الصيانة تاريخ بيغ بن " بيغ بن" صنعت ووضعت على أحد أبراج البرلمان البريطاني الجديد بعد أن التهمت النيران المبنى القديم عام 1843، ( قصر ويست منستر) ويحوي مجلسي العموم واللوردات. يقع القصر في ساحة ويست منستر الشهيرة في قلب لندن على ضفة التايمز. وفي أكتوبر عام 1843 شب حريق هائل أتى على معظم قصر ويست منستر فيما صمدت قاعة ويست منستر الكبيرة داخل القصر. تم الانتهاء من برج الساعة في عام 1859 وعلى مدار الساعة الكبرى بدأت يوم 31 مايو، ومع ضربات على الجرس الكبير سمع للمرة الأولى في 11 تموز. قام بتصميم الساعة إدموند بكيت ، وصنعها إدوارد دنت الذي ابتكر نظاما يعزل عمل الساعة وحركتها عن الجاذبية وعن أي تأثير خارجي من خلال فصل البندول أو رقاص الساعة عن عمل الساعة الميكانيكي، تخفيفا للاحتكاك الذي يولد البطء، حيث قام بتركيز البندول في صندوق عازل وُضع تحت الساعة في ذلك البرج الكبير. علامة بارزة في سماء عاصمة الضباب كثيرا ما يستخدم اسم بيغ بن لوصف البرج، وعلى مدار الساعة والجرس ولكن يذكر أن بيغ بين هو في الأصل اسم الجرس الموجود داخل برج القديس ستيفن الذي يضم الساعة الشهيرة. بينما عرفت الساعة نفسها بين عامة الناس باسم بيغ بين. ويقال عن سبب التسمية بيغ بن، أنه عندما أمر الوزير سير بنامين هول بصنع الساعة، لم يستطع أحد أن يفكر باسم لها وللبرج، ونظراً لطول قامة الوزير، سميت ب" بيغ بن " بحسب اسمه. وأصبح على مدار الزمن رمزا للمملكة المتحدةولندن، وبخاصة في وسائل الإعلام المرئية فعندما يكون هناك رغبة للإشارة إلى المملكة المتحدة تستخدم صورة للبرج لدلالة على هذا. بيغ بن عام 1960م ردود الفعل رحب حزب رئيس الوزراء ديفد كاميرون والمعارضة سواء بسواء بتغيير الاسم. وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون " إن تغيير اسم برج الساعة الى برج إليزابيث اعتراف مناسب لخدمة الملكة المستمرة منذ 60 عاما وهذه إشادة غير عادية لملكة متميزة ". فيما اعتبره رئيس حزب العمال المعارض إيد ميليباند اعترافا ب" عمر كامل من التفاني " بذلته الملكة إليزابيث. لكن تغيير الاسم لم يحظ بتأييد أغلبية البريطانيين او حتى السياح، رغم أن احتفالات اليوبيل الماسي سلطت الضوء على الشعبية المتزايدة للملكة. فقد أظهر استطلاع للرأي أن 30% فقط من البريطانيين يؤيدون مقترح إعادة تسمية البرج. فيما قال سائح سعودي عن تغير اسم بيغ بن " هذا القرار يحطم أحد أشهر المعالم في العالم وفي الذاكرة. فمثلما يدل الايفل تاور على فرنسا فإن بيغ بن تدل على المملكة المتحدة." بينما أبدت امرأة بريطانية قائلة " لا أعتقد أن تغيير اسم تاريخي بريطاني ذي الشهرة العالمية فكرة جيدة. يتشابك اسم بيغ بن في كتب التاريخ والجولات السياحية والروح الوطنية. تغيير اسم بيغ بن يضع كل ذلك للتساؤل "