اختار رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط أمس، ان يكون أول الملتزمين بوقف الكلام عن الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة الأحد المقبل. وأعلنت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن اعتذار جنبلاط «عن تحديد مواعيد لكل وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية التي تتصل به لإجراء مقابلات للوقوف على رأيه في الاستحقاق الانتخابي المرتقب قبل السابع من حزيران (يونيو)، على أمل ان يكون له مواقف مفصلة لقراءة نتائج الانتخابات بعد انتهائها في وقت لاحق، لا سيما انه شرح رأيه في هذا الاستحقاق من خلال عدد كبير من الجولات الان تخابية والمقابلات التلفزيونية والتصريحات الصحافية والمقالات الأسبوعية في جريدة الأنباء». وكرر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري «التزام تيار المستقبل بالتفاهم الذي تم التوقيع عليه في اتفاق الدوحة بالنسبة الى الدائرة الثانية في بيروت على رغم محاولة اطراف اخرى التملص منه وعدم الايفاء بتعهداتها في هذا الخصوص». وقال خلال استقباله عائلات من بيروت في حضور المرشح عن المقعد السني في الدائرة الثانية نهاد المشنوق: «في ضوء ذلك سنخوض الانتخابات في هذه الدائرة، وندعو جميع مؤيدي التيار الى النزول بكثافة في 7 حزيران لانتخاب من يمثلهم في المجلس النيابي، ومشروعنا الذي نخوض على اساسه الانتخابات مشروع بناء الدولة بكل مؤسساتها، استناداً الى اتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين وبناء الانسان وتوفير كل ما يؤمن مستقبله، ليبقى لبنان الذي استشهد من اجله الرئيس رفيق الحريري وطناً للجميع». وتوقف الحريري عند «من يروّج لاشاعات عن حدوث اشكالات امنية الاحد المقبل ويختلق سيناريوات واخبار ملفقة تستهدف اثارة القلق في نفوسكم لثنيكم عن الاقتراع بكثافة ولكن اطمئنكم الى ان كل ما يروج في هذا الخصوص ليس صحيحاً على الاطلاق». وإذا كان رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أوقف الاجتماعات الأسبوعية للتكتل قبل أسبوع من موعد الانتخابات، فان الحملات الانتخابية ل «التيار الوطني الحر» مستمرة في مختلف المناطق. والتقى عون أمس، عضو المجلس السياسي في ه» غالب أبو زينب الذي اعلن ان «المعارضة تضع اللمسات الأخيرة لكل ما له علاقة بالانتخابات، ومرتاحون جداً لما أنجزناه في الفترة السابقة».وأكد: «نحن ذاهبون الى الانتخابات على قاعدة الشراكة الوطنية والتمسك بلبنان الواحد بكل أجزائه والتعاطي الإيجابي بين اللبنانيين. ومرتاحون الى الخطاب الذي نقدمه لأنه خطاب يريد ان يبني دولة حديثة ويتعاون مع الجميع». وعن الالتزام بما توصلت إليه طاولة الحوار لجهة التهدئة، قال: «نحن ملتزمون بالتهدئة، منذ ما قبل طاولة الحوار، ولكن المضحك على طاولة الحوار ان هناك من يتهم ويكيل كل أنواع الاتهامات، ومن ثم يأتي ويسلم عليك ويتحدث عن التهدئة». وأمل بأن يكون النهار الانتخابي «هادئاً بكل ما للكلمة من معنى». وكان وفد من نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة محمد رعد، زار الرئيس السابق للحكومة سليم الحص، وقال رعد: «اردنا ان نعايده بعيد المقاومة والتحرير الذي كان رمزاً من رموز صنعه، وللتشاور الدائم الذي نحرص عليه معه، لاننا نقف منه على آراء سديدة وتقويمات موضوعية». وإذ سجل أمس، عزوف المزيد من المرشحين المنفردين، تواصلت المواقف السياسية المتوترة تارة والهادئة تارة أخرى، وقال الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في احتفال شعبي في الميناء: «المشهد الانتخابي يظهر بوضوح مدى التدخل الخارجي في الانتخابات، نحن نواجه دولاً وليس أفراداً، بالإضافة إلى الديناصورات المالية». واعتبر «ان ترشيح (رئيس الحكومة) فؤاد السنيورة في صيدا فجأة ومن دون مقدمات لم يأت من عبث بل جاء بناء على طلب دول وخلق انشقاقاً طويلاً وعريضاً كنا نتمنى ألا يحدث»، منتقداً خطاب مرشحين يسترجع العام 1975. وانتقد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فريد حبيب «عبارات التبجيل والتعظيم التي يغدقها السيد نصرالله على العماد عون بهدف تجميل صورة هذا الأخير أمام المترددين من المسيحيين لتضليلهم»، معتبراً ان عون «لا يرتكز في حملاته الانتخابية سوى على نكء الجراح بين المسيحيين واستحضار الماضي الأليم الذي تسبب به هيامه بالسلطة لاعتقاده أنه قادر على إعادة غش المسيحيين واللعب على عواطفهم». وحذر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد من «استمرار السنيورة وفريقه في تسعير خطابهم الطائفي والمذهبي بأوامر أميركية»، وقال: «من شأن ذلك أن يأخذنا الى جو توتيري داخل المدينة ومع محيطها». وعقدت «لائحة زغرتا الزاوية» التي تضم النائب جواد بولس ورئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض ويوسف بهاء الدويهي مؤتمراً صحافياً، توقفت فيه عند كلام تلفزيوني للوزير السابق سليمان فرنجية تضمن «اعتذاراً يشكل بداية لتصحيح المسار الذي كان يأخذ الانتخابات وكل زغرتا الزاوية إلى حيث لا يريده أحد». وقال معوض: «إننا سنتلقف هذا الاعتذار بإيجابية، وسنمد يدنا بإيجابية إلى هذه المبادرة لأن ما نريده هو ألا تؤدي الخلافات الانتخابية والخلافات على الخيارات الوطنية والمحلية مهما كانت مهمة إلى التشنج والتجريح والتعرض لسلامة الناس»، وأكد «نريد أن نطوي صفحة 7 أيار ومنطق 7 أيار والتقاتل العائلي في زغرتا الزاوية وصفحة القمع السياسي. وسنمد يدنا إلى المساعي التي قامت بها بعض الأطراف ولا سيما الرابطة المارونية لنكمل بإرادة سلمية وديموقراطية خلافنا السياسي. ونعتبر أن ما حصل الأسبوع الماضي كأنه لم يحصل، مع العلم أنه كان تخلياً عن الاتفاق الذي حصل بيننا وبين الوزير فرنجية في بكركي سنة 2006 برعاية البطريرك الماروني نصر الله صفير، وسنتابع معركتنا السياسية بمنطق سياسي راق لا يتعارض مع السلم الأهلي ولا يمس بكرامة أحد». الى ذلك قال المرشح نديم الجميل: «لسنا مستعدين للحوار مع أي شخص لا يؤمن بسيادة لبنان ونهائية كيانه كدولة حرة مستقلة. وإن معيار أي حوار أو تحالف أو اتفاق مع أي كان هو لبنان. فالذي يؤمن بثوابت لبنان، نحن مستعدون للتحاور معه». أضاف الجميل: «ما فهمناه حتى الآن من المعادلة عند حزب الله هو التالي: أما أن تتحاوروا معنا، أم أننا نحتل بيروت، فيما الحوار كان دائراً قبل 7 أيار. وهل بإمكان أحد أن يؤكد لنا أن ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ستمنع حزب الله من الدخول الى المناطق المسيحية؟ رأينا ما جرى في الأشرفية أثناء زيارة ميشال عون الأخيرة والاستفزازات التي حصلت في ساحة ساسين وما جرى في جبيل والبترون وما حصل يؤكد مخاوفنا». الاشاعات ووصف النائب احمد فتفت في مؤتمر صحافي الاشاعات التي طاولته في الايام القليلة الماضية لجهة تخوينه او انتحاره ب «العمل الوضيع والناتج من غيظ البعض من رؤيته المسبقة لنتائج الانتخابات النيابية». وقال: «نقول لمطلقي الاشاعات والخطابات التخوينية ان عملهم هذا يهدف الى الفتنة في البلاد والتي تؤدي الى خدمة مجانية لاسرائيل». ونفى النائب مصباح الأحدب إشاعات تطاوله، وأكد انه «ليس في وارد الانسحاب». وعن مطالبة النائب سعد الحريري أهل طرابلس بالتصويت «زي ما هيي» قال الأحدب: «شاهدت النائب سعد الحريري يطلب من الجمهور أن يقترع «زي ما هيي» وهو يشير بأربع أصابع وليس بخمس».