أفادت مصادر ديبلوماسية عربية بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وذلك لمناسبة استعداد الأخير للقيام بجولة في منطقة الشرق الأوسط تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. وتناول أبو الغيط في الرسالة التي اطلعت «الحياة» على نسخةٍ منها، شروط التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما تراها الجامعة، وركزت على أن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ما زال يمثل السبب الجوهري وراء انعدام الاستقرار والتوتر في الشرق الأوسط، وأن اعتباره أولوية متأخرة على الأجندة الدولية هو وضعٌ لا ينبغي أن يستمر. وجاء في الرسالة أن إسرائيل تسعى إلى تطبيع وضعيتها الدولية، خصوصاً داخل الأممالمتحدة وأجهزتها الرئيسية، الأمر الذي تعارضه جامعة الدول العربية بقوةٍ، ذلك أن مثل هذا التوجه يكرس تصوراً إسرائيلياً راسخاً بأن استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية لا ينطوي على ثمنٍ سياسي أو أخلاقي. وأضافت الرسالة أن الجامعة العربية ستستمر في التصدي لهذه المحاولات الإسرائيلية لتطبيع وضعيتها داخل المنظمة الأممية. وشدد الأمين العام للجامعة في رسالته على أن حل الدولتين ما زال يمثل الحل الوحيد الممكن للصراع، وأن «أي تجاوزٍ لهذا الحل هو وصفةٌ للكوارث»، مضيفاً أن مبادرة السلام العربية ما زالتْ «على الطاولة»، وأنها غير قابلة للتجزئة أو أن «تقلب على رأسها»، وأن السبيل الوحيد لتطبيقها هو إنهاء الاحتلال وتسوية كل قضايا الحل النهائي، في مقابل علاقات طبيعية مع العالمين العربي والإسلامي. وأشارت الرسالة إلى أن السبب في فشل جهود السلام في السابق يعود إلى تركيز هذه الجهود على «العملية السياسية» كغايةٍ في حد ذاتها، وليس على تحقيق الهدف النهائي بتسوية الصراع، مع التشديد على أن التفاوض من دون مرجعيات محددة وإطار زمني معقول وواضح، لن يفضي إلى شيء ذي بال. واقترح الأمين العام في رسالته تعاوناً موسعاً بين الرباعية الدولية– مع التحفظ القائم إزاء بعض مواقفها- وجامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن مثل هذا التحرك سيضفي الصدقية على أي عملية سياسية بين الطرفين. وقال الأمين العام في اختتام رسالته أنه يرصد «نافذة فرصةٍ» لاستئناف المفاوضات بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بالنظر إلى التحول في الديناميات الإقليمية، وما يبدو من استعداد الإدارة الأميركية الجديدة للانخراط في حل الصراع، مؤكداً أنه يثق في حكمة غوتيريش وإدراكه الكامل لمركزية القضية الفلسطينية.