دعا وزير خارجية صربيا إيفيتسا داسيتش، وهو حليف بارز للرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش، إلى إيجاد تسوية لإنهاء الصراع حول كوسوفو الذي يعرقل آمال صربيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وترفض صربيا الاعتراف باستقلال الإقليم الجنوبي الذي كان جزءاً منها في السابق، كما تعرقل عضويته في منظمات منها «الشرطة الدولية» (انتربول) و«منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونسكو)، إذ ينظر الكثيرون في صربيا إلى كوسوفو على أنها مهد لأمتهم و لطائفة المسيحيين الأرثوذوكس. لكن تطبيع العلاقات مع بريشتينا (عاصمة دولة كوسوفو) شرط أساسي لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي تضعه الحكومة الصربية على رأس أولوياتها. وأشار داسيتش اليوم (الإثنين) في مقال نشرته صحيفة «فيسيرنغي نوفوستي» اليومية إلى أن ترسيم الحدود بين الصرب والألبان، أكبر جماعة عرقية في كوسوفو، سيكون مخرجاً مما وصفها ب «مشكلة صربيا الرئيسة». وكتب الوزير الصربي الذي يشغل أيضاً منصب النائب الأول لرئيس الوزراء «الكل يريد حلاً دائماً للصراع الصربي - الألباني والذي لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال اتفاق يربح فيه الجميع شيئاً ما ويخسر شيئاً آخر». وقال داسيتش إن على صربيا أن تسعى إلى حصول المقاطعات ذات الغالبية الصربية في كوسوفو على حكم ذاتي وتوفير حماية للأديرة الأرثوذكسية هناك، إضافة إلى تعويض الحكومة الصربية مالياً على ما تصفه بممتلكاتها، ويتضمن ذلك منشآت صناعية ومرافق للطاقة. ولم يصدر على الفور رد من بريشتينا حيث يعارض معظم الألبان في كوسوفو إعطاء المزيد من الاستقلالية للبلديات ذات الغالبية الصربية، قائلين إن ذلك سيسمح لبلغراد بزيادة نفوذها في البلاد. وتأتي تعليقات داسيتش ترديداً لدعوة أطلقها رئيس البلاد اقترح فيها إجراء حوار وطني حول كوسوفو. ويرأس فوسيتش الوفد الصربي في المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي من أجل حل الخلافات بين البلدين. واستقل إقليم كوسوفو عن صربيا في العام 2008 أي بعد حوالى عشر سنوات من تدخل «حلف شمال الأطلسي» بغارات جوية لطرد القوات الصربية من الإقليم ووقف عمليات القتل والترحيل القسري في حق المدنيين الألبان خلال حرب استمرت عامين. ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو ويعارض معظمهم خصوصاً في الشمال سلطات بريشتينا. وتتجنب صربيا حتى الآن مقترحات رسمية لترسيم الحدود مع كوسوفو، إذ ترى أن الخطوة تعني تخليها عن حقها في كامل أراضي كوسوفو الذي تصر عليه بموجب دستور البلاد. وتعترف 115 دولة بكوسوفو دولةً مستقلة من بينها 23 دولة من أصل 28 من دول الاتحاد الأوروبي، لكن حلفاء صربيا الروس والصينيين يعرقلون عضويتها في الأممالمتحدة.