تمسك رئيس الوزرء السوداني السابق، زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أمس، بموقفه تجاه قوات الدعم السريع، مؤكداً استعداه للمساءلة، وذلك بعد يوم من اعلان جهاز الاستخبارات تقديم بلاغ ضده لدى النيابة بتهمة بالانتقاص من هيبة الدولة وتشويه سمعة القوات النظامية وتهديد السلام العام وتأليب المجتمع الدولي ضد البلاد. ودوّن الجهاز دعوى جنائية في مواجهة المهدي أمام نيابة أمن الدولة تحت مواد من القانون الجنائي المتعلقة بالنشر المسبب للتذمر وسط القوات النظامية ونشر الأخبار الكاذبة والإخلال بالسلام العام وتشويه السمعة. واتهمت المذكرة التي قدمتها الإدارة القانونية للجهاز إلى النيابة، المهدي بنقل معلومات كاذبة وظالمة ومسيئة عن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن خلال مؤتمر صحافي عقده أواخر الأسبوع الماضي. وأشارت المذكرة إلى أن المهدي اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرق للقرى واغتصاب ونهب لممتلكات المواطنين وضم عناصر غير سودانية لصفوفها وأنها تعمل خارج نطاق القوات النظامية، ما اعتبره الجهاز تعمداً وقصداً للإساءة والإضرار بقوات الدعم السريع وتشويه سمعتها، بالإضافة إلى الإساءة للدولة والانتقاص من هيبتها ما يعد تغذية للفتنة وتهديداً للسلام العام في البلاد. في المقابل، نفى مكتب المهدي تسلم أية مذكرة دعوى. وأصدر بياناً أكد فيه صحة ما جاء في حديثه في المؤتمر الصحافي، معتبراً أن تهم جهاز الأمن بحقه باطلة. وجدد المهدي مطالبته بفتح تحقيق عادل فيما جرى ويجري في مناطق دارفور. واعتبر أن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، مؤكداً استعداده «للمساءلة العادلة التي لا يكون فيها الشاكي هو الخصم والحكم». من جهة أخرى، كشفت دراسة أعدّها برنامج «مراقبة الأسلحة الخفيفة» المستقل للأبحاث ومقره سويسرا أن ايران لعبت دوراً رئيساً في دعم قطاع انتاج الأسلحة في السودان، كما انها ثاني أكبر مورد للأسلحة للخرطوم. وذكرت الدراسة التي نُشرت أول من أمس وتستند إلى أكثر من عامين من التحقيقات، أن بعض تلك الأسلحة المستوردة وصلت إلى الجماعات المتمردة في السودان وجنوب السودان. وأضافت أن هناك «ادلة متزايدة على أن ايران لعبت دوراً مهماً في دعم قطاع تصنيع الأسلحة في السودان». وأشارت إلى أن الصين كذلك وفرت التدريب والدعم الفني لقطاع انتاج الأسلحة السوداني. واحتوت الدراسة على بيانات تظهر أن معظم الأسلحة السودانية الخفيفة والأسلحة الصغيرة والذخيرة والصواريخ ومنصات اطلاق القذائف الصاروخية استورِدت من الصين في السنوات الأخيرة. وزادت الدراسة أن «الروابط العسكرية بين إيران والسودان ازدادت قوة عبر السنين». واعترضت اسرائيل في آذار (مارس) الماضي سفينة في البحر الأحمر، قالت إنها كانت تحمل صواريخ أم-302 وغيرها من الأسلحة القادمة من ايران.