الأرجح أن افتقار الفنون البصرية في العالم العربي، خصوصاً السينما، إلى كتب توثيقية وموسوعية كافية عنها، فتح الطريق أمام تولي المعلوماتية وشبكاتها هذا الشأن. في البال أن موقع شركة «صخر» على الإنترنت يتضمن قسماً غنياً عن السينما العربية وأشرطتها وممثليها ومخرجيها وكتّابها وغيرها. ولا يغيب عن البال موقع «مدرسة السينما والتلفزيون» arabfilmtvschool.edu.eg، وقد أسسته الدكتورة منى الصبّان (وهي اختصاصية في الفنون البصرية)، كما يتلقى دعماً من «صندوق التنمية الثقافية» التابع لوزارة الثقافة في مصر. وتعج الإنترنت بالمواقع التي تصف نفسها بأنها دليل عن السينما العربية، مثل «إيجي فيلم» و»آرب سينما» و»سينآراب» وغيرها. ويصلح موقع «السينما» elcinema نموذجاً عن هذه المواقع المتكاثرة التي تصاحب الصعود المتواصل للثقافة البصرية عربياً. ويعلن القيمون على موقع «السينما» أنهم لاحظوا غياب أرشيف خاص عربياً عن الفن السابع، فأطلقوا موقعهم قبل 3 سنوات وتطوّر بسرعة. ويصفه مسؤولوه بأنه أحد أضخم الموسوعات الرقمية في الشرق الأوسط عن السينما ويضم قاعدة بيانات حية عن الأفلام المصرية والعربية كلها، إضافة إلى أعمال في المسرح والإذاعة والتلفزيون. ويحاول هذا الموقع الرقمي جذب الأنظار إليه عبر تشديده على إبراز الجوائز التي نالها تقديراً لجهوده، مثل «جائزة الإبداع والتميّز» من «مهرجان الفضائيات العربية». ولا تقتصر معلومات الموقع على الأعمال الفنية، بل يقدّم صورة فوّارة عن عالم الفن عبر تقديم بيانات شاملة عما يدور خلف الكواليس، إضافة إلى تسليطه الضوء على أخبار العاملين في القطاع الفني من ممثلين ومخرجين ومصوّرين. وبالاختصار، يبدو موقع «السينما» كموسوعة إلكترونية ضخمة، وهي سهلة الاستعمال لأنها تقدّم معلوماتها في شكل مبسّط. يولي الموقع اهتماماً خاصاً بتحفيز القارئ العربي على المشاركة في خلق قاعدة بيانات عربية شاملة عن السينما والمسرح والتلفزيون، عبر استخدام التكنولوجيا الرقمية. وأدى ذلك إلى حصول الموقع على مشاركات وإضافات متنوّعة وثريّة. ويتحدث موقع «السينما» عن الاستجابة السريعة التي لاقاها من قِبل مخرجي الأعمال الفنية، الذين دوّنوا بأنفسهم معلوماتهم عن أعمالهم، إضافة إلى ذكرياتهم عنها. ينطق الموقع باللغة العربية ليتحدث إلى الدول العربية كافة. ويستخدم اللغة البصرية في إرسال الأخبار، إضافة إلى عرض أفيشات الأفلام، خصوصاً الحديثة منها. وواكب موقع «السينما» ثورة مصر، عبر نقله آراء أهل الفن والنقاد عما شهده الشارع المصري من تظاهرات واحتجاجات وصراعات. وتحوّل نوعاً من المنبر المفتوح للفنانين المصريين والعرب، الذين حضروا ليقدموا آراءهم عن ثورة مصر. وفتح الموقع مجالاً واسعاً للحصول على تعليقات القرّاء على آراء الفنانين. يخصص الموقع أقساماً واسعة لمناقشة جوانب حسّاسة في حياة بعض الفنانين، عبر إقامة حوارات موسّعة معهم. ويفرد بعضاً من صفحاته لعرض أعمال سينمائية أجنبية بارزة. ويحتوي موقع «السينما» على بيانات لما يزيد على 9 آلاف عمل سينمائي، و6 آلاف أفيش، إضافة إلى عرضه 44 ألف صورة متنوّعة تتصل بالموضوعات التي يتناولها.