يكثّف مركز البحوث والتواصل المعرفي تواصله الثقافي مع مراكز بحوث وباحثين مبرزين من جمهورية الصين الشعبية، وذلك عبر توجيه دعوات للمشاركة في لقاءات وحلقات نقاش مع أكاديميين سعوديين، وترتيب بعض الجولات والزيارات لهم، وتوقيع اتفاقات تعاون معهم، إضافة إلى المشاركة في عدد من المؤتمرات في الصين. وجاء في تقرير مركز البحوث والتواصل المعرفي، الذي يترأسه الدكتور يحيى محمود بن جنيد، أنه منذ تأسيسه في مقره بمدية الرياض قبل نحو عام حتى هذه اللحظة، يبذل جهود التواصل مع شتى بلدان الشرق الأقصى، ومنها: الصين، وماليزيا، وإندونيسيا. وكان المركز دعا اثنين من الباحثين الصينيين البارزين، هما: الرئيس الفخري لمعهد الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية البروفيسور تشو وي ليه، ووكيل كلية الدراسات الشرقية ورئيس قسم اللغة العربية في الجامعة نفسها البروفيسور تشن جي، لزيارة المملكة. وجرى خلال وجود الباحثين الاتفاق على مجموعة من القضايا العلمية، كما زارا جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لبحث استفادة الصينيات من المنح الدراسية المخصصة لغير العرب لدراسة اللغة العربية في الجامعة، كما قاما بزيارة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. إلى ذلك، اتفق المركز مع جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، ويمثلها البروفيسور تشو وي ليه والبروفيسور تشن جي، على إصدار مجلة متخصصة دوريّة محكّمة باسم: «الاستعراب الآسيوي»، تتيح المجال لجميع الباحثين الآسيويين المتخصصين في الدراسات العربية، لنشر أعمالهم باللغة العربية فيها، على أن يتم دعم الدورية التي تصدرها الجامعة بعنوان «دراسات الاستعراب». وتعاقد المركز مع البروفيسور تشي وي ليه للعمل باحثاً غير متفرغ، على أن يتضمن ذلك، إضافة إلى عمله البحثي، التعريف بنفسه في المؤتمرات والندوات والأبحاث التي ينشرها. كذلك، نُظّمت حلقة نقاش عن العلاقات السعودية - الصينية، شارك فيها البروفيسور تشو وي ليه والبروفيسور تشن جي ومجموعة من الباحثين والأكاديميين السعوديين. وقد أنشأ المركز وحدة الصين والشرق الأقصى، التي تهدف إلى إجراء دراسات، وتوثيق العلاقات الثقافية بالصين واليابان وكوريا. من ناحية أخرى، زار سفير جمهورية الصين لي هو شين مركز البحوث والتواصل المعرفي، بناءً على دعوة وُجهت إليه من منسوبيه، وأبدى رغبته التعاون وتيسير سبل التواصل مع المراكز العلمية في الصين. كما قامت مجموعة من منسوبي المركز بزيارة السفارة الصينية بناءً على دعوة من السفير السيد لي هو شين، وفي أثناء الزيارة جرى الاتفاق على مجموعة من القضايا، على رأسها تعزيز العلاقة مع مراكز البحوث الصينية، وترتيب زيارات لمنسوبي المركز إلى الصين. وفي إطار التواصل قام بعض باحثي المركز بحضور مؤتمرات عدة أقيمت في الصين أخيراً، بهدف تفعيل الحضور السعودي على أرض الواقع في المؤتمرات والمنتديات التي تشهد الصين حضوراً قويّاً لها في الوقت الحالي، وتتعلق بقضايا العلاقات الدولية، خصوصاً في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد، منها مؤتمر منتدى «الحزام والطريق للتعاون الدولي، والقمة العالمية الخامسة لتبادل الخبرات»، الذي حضره جمع من رؤساء دول العالم ونحو 2500 باحث، وألقى فيه الدكتور صالح الصقري الباحث بالمركز كلمة بعنوان: «دور طريق الحرير في بناء ثقافة الحوار والسلام بين الشعوب». كما شارك المركز بالحضور في «المؤتمر الثاني للمنتدى غير الحكومي (CICA) عن التنمية والأمن في آسيا»، الذي أقيم في بكين أخيراً، وركّزت فعالياته في كيفية وضع الأمن في آسيا، ليستجيب بعد ذلك لدعوة مؤتمر آخر بعنوان «منتدى طريق الحرير تيانشان الثالث»، عُقد في مدينة أورمجي في غرب الصين. يذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي أُسس منتصف العام الماضي في مدينة الرياض، وهو مؤسسة بحثية مستقلة تعنى بالدراسات الإنسانية والقضايا المعاصرة، والعلاقات الدولية، والتواصل الفكري والعلمي مع الهيئات الثقافية، والمؤسسات البحثية في أنحاء العالم. ويهدف إلى تبني الدراسات والبحوث الجادة، وتحقيق التواصل المعرفي مع المراكز العلمية المرموقة في العالم، والإسهام في إيجاد وعي مجتمعي بالقضايا الحياتية، ومجريات الأحداث، واستقطاب المختصين بشؤون المملكة للإسهام في فعالياته. وتتضمن أنشطته وبرامجه إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالمملكة، وإعداد البحوث والدراسات الإستراتيجية المهتمة بالقضايا العربية والإقليمية والدولية، وينظم بصفة مستمرة حلقات نقاش ومحاضرات وندوات ومؤتمرات، وينشر الأعمال التراثية المؤصلة، ويترجم أعمالاً أجنبية تهم المتلقي العربي.