باريس، واشنطن – «الحياة»، أ ب - أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس، ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيستقبل اليوم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، لبحث الملف النووي الإيراني، إضافة الى «قضايا إقليمية والعلاقات الثنائية». وسيكون اللقاء بين ساركوزي ومتقي، الأول بين الرئيس الفرنسي ومسؤول ايراني بارز في قصر الاليزيه منذ انتخاب الأول رئيساً في أيار (مايو) 2007. وأكد ساركوزي مراراً ان امتلاك إيران سلاحاً نووياً هو أمر «لا يمكن قبوله». وأوضح الاليزيه في بيان ان «الاجتماع سيكون فرصة خصوصاً لمناقشة المحادثات التي ترغب مجموعة الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في استئنافها مع إيران حول الانتشار النووي». وأضاف البيان ان «رئيس الجمهورية سيبحث أيضاً في القضايا الإقليمية» خلال هذا اللقاء. وكانت الدول الست دعت طهران الى إجراء حوار حول برنامجها النووي. لكن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد رد بأن بلاده «لن تناقش الملف النووي خارج الوكالة الدولية للطاقة الذرية». مع ذلك، أشارت وزارة الخارجية الفرنسية الى ان باريس ما زالت تنتظر رداً من إيران على اقتراح الدول الست. ويأتي لقاء ساركوزي ومتقي قبل اجتماع الرئيس الفرنسي بنظيره الأميركي باراك أوباما السبت المقبل، خلال احتفالات الذكرى ال65 لإنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي غرب فرنسا في 6 حزيران (يونيو) 1944. ويُرجح ان يتطرق الرئيسان في محادثاتهما، الى الملف النووي الإيراني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية إريك شوفالييه ان لقاء ساركوزي ومتقي «يندرج في إطار الحوار القائم» بين باريس وطهران. وأضاف أن «المحادثات ستتناول بالطبع الملف النووي الإيراني، وأيضاً المسائل الإقليمية والعلاقات الثنائية». وأوضح أن وزير الخارجية برنار كوشنير سيحضر اللقاء في الإليزيه، ومن ثم يجتمع بمتقي في مقر وزارة الخارجية. وعن توقيت الزيارة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 الشهر الجاري، واللقاء المرتقب بين ساركوزي وأوباما، قال شوفالييه إن «التوقيت ليس على صلة بأي من هذين الموعدين، ولا سبب محدداً لاستقبال متقي من قبل الرئيس الفرنسي، بل مجرد رغبة بالإبقاء على الحوار». في طهران، اعتبر متقي ان «إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضايا الممارسات غير الأخلاقية في العلاقات الدولية، وإصدار أحكام إدانة في هذا الشأن، يشكل حلاً شاملاً للحد من الجرائم البشرية في العلاقات الدولية». وقال ان «نظرة واحدة الى الأحداث التي جرت في عالمنا المعاصر، تكفي لإثبات حاجة المجتمع البشري الى اعتماد المبادئ الأخلاقية في العلاقات الدولية»، مبدياً اعتقاده بأن «الأنظمة السياسية المبنية على نظريات غير أخلاقية، هي العامل الرئيسي في تدمير رؤوس الأموال والمصادر الحيوية في العالم». وكان متقي قال أول من أمس، ان «إيران تُعتبر حالياً القوة السياسية والديبلوماسية الأولى في المنطقة، بإقرار بلدان المنطقة». في غضون ذلك، سمحت إدارة أوباما للسفارات الأميركية في العالم، بدعوة ممثلين عن الحكومة الإيرانية الى المشاركة في الاحتفالات بعيد الاستقلال في الرابع من تموز (يوليو) المقبل. وأبرقت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة الماضي الى كل سفاراتها وقنصلياتها في العالم، لإبلاغها أن «بوسعها دعوة ممثلين عن الحكومة الإيرانية» للمشاركة في تلك الاحتفالات، والتي تتمحور الخطابات خلالها حول القيم الاميركية، كما تشمل اطلاق ألعاب نارية. واعتبر مسؤولون في الإدارة الأميركية هذه المبادرة خطوة جديدة في الانفتاح على إيران. وقال مسؤول أميركي: «انها طريقة مختلفة للقول: لا نضع عوائق أمام التواصل في ما بيننا، وأن هناك فرصة يجب ألا تضيع». ورأى مسؤول آخر أنه لم يعد للحظر أي معنى، ما دامت الولاياتالمتحدة تعمل بنشاط مع مسؤولين إيرانيين في أي مكان آخر.