شهدت أسعار اللحوم ارتفاعاً طفيفاً، مخالفة بذلك التوقعات بأن تشهد انخفاضاً يصل إلى 10 في المئة، بسبب ثبات الطلب على اللحوم وانخفاض أسعار الأعلاف ورعي الماشية في المراعي المفتوحة التي تخضر بسبب الأمطار في الوقت الذي أبدى فيه مستوردون مخاوفهم من صعوبات في الاستيراد من بعض الدول الرئيسة. وارتفعت أسعار لحوم العجول والأبقار ثلاثة ريالات للكيلوغرام، فيما ارتفعت أسعار لحوم الأغنام خمسة ريالات للكيلو غرام، بنسبة 8 في المئة، وتوقع تجار لحوم أن تنخفض الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن الارتفاع الحالي موقت، مؤكدين أن الأسعار في مثل هذا الوقت من كل عام تنخفض وتبدأ بعد ذلك في الارتفاع التدريجي حتى تصل ذروتها في شهر رمضان المبارك، وتستمر الأسعار إلى عيد الأضحى بعده تأخذ طريقها في الانخفاض في دورة سنوية. وأوضح إبراهيم حميد (تاجر مواشي) أن الأسعار في الفترة الماضية ثبتت عند الأسعار التي سجلتها بعد عيد الأضحى المبارك بسبب أسعار الأعلاف، وكان من المتوقع أن تنخفض بنسبة 10 إلى 20 في المئة خلال هذه الفترة التي تستمر نحو 6 أشهر بسبب عدم وجود مواسم يزداد الاستهلاك فيها مثل رمضان والأعياد والحج، مضيفاً أن الارتفاع الحاصل في الأسعار طفيف لكنه غير معتاد. وأشار إلى أن الماشية حافظت على سعرها المرتفع، لذلك حافظت أسعار اللحوم في محالات هي الأخرى على أسعارها والتي تراوحت بين 30 و35 ريالاً للحوم العجول والأبقار، ومن 35 إلى 45 ريالاً للأغنام، مضيفاً أن الأسعار قبل نحو سنتين في مثل هذا الوقت كانت تنخفض 10 ريالات عما هي عليه الآن. وأكد أن الارتفاع يبدأ في شهر رجب ليلامس 20 في المئة مع بداية شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن الارتفاع في الأسعار في تلك الفترة من العام، بات أمراً طبيعياً، وهو لا يقف عند أسعار اللحوم فقط، وإنما يشمل الكثير من السلع الغذائية، موضحاً أن الأسعار في المواسم ترتفع بسبب زيادة الطلب عليها، وهي مناسبات تكون فيها المواشي سلعة رئيسة، تعتمد فيها المملكة على الاستيراد، إضافة إلى مؤثرات أخرى مثل أسعار الأعلاف. وذكر سالم الباشا (تاجر لحوم) أن في العادة ترتفع أسعار اللحوم مع بداية شهر رمضان، إلا أن هذا الارتفاع لا علاقة له بذلك، وقال: "الأسعار ترتفع ضمن حلقة عريضة من السلع الأخرى المباشرة وغير المباشرة"، مؤكداً أن عمليات الاستيراد لها تأثير كبير على الأسعار. وأشار إلى أن أسعار النعيمي تبدأ من 1200 ريال، بينما الهرفي من 1000 ريال، والسوداني من 700 ريال، بينما ارتفعت أسعار الأبقار لتبدأ من 4 آلاف ريال، والعجول من 3500 ريال، كما شمل الارتفاع أسعار الجمال التي تبدأ من 3 آلاف ريال. وأضاف أن الكميات الموجودة حالياً في السوق لا يمكن الاعتماد عليها في تحديد ما سيكون عليه السعر، لأنه سيرتبط بحجم الطلب وهو غير معروف ولا يمكن تحديده، لذلك ستبقى التوقعات بارتفاع أو انخفاض الأسعار مفتوحة وبحسب الطلب اليومي، إلا أن غالبية التجار يتوقعون المزيد من الطلب على الأغنام ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، مؤكداً أن السوق تعاني من شح في الأغنام المستوردة عموماً. من جانبه، أشار رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الشرقية جعفر الصفواني الى مخاوف لدى المستوردين الى ان الأسعار في الربعين الثالث والرابع من العام الحالي سترتفع إلى أرقام قياسية، مشيراً إلى أن مستوردين للحوم الحية ذكروا في وقت سابق "أن الموسمين المقبلين لشهر رمضان المبارك والحج سيشهدان ارتفاعاً في أسعار اللحوم الحية يصل إلى مستويات سعرية غير مسبوقة، ستتجاوز أسعار الأغنام فيها حاجز أربعة آلاف ريال في حال توقفت الدول المصدرة عن تصديرها إلى المملكة". وأضاف أن "المستوردين لديهم مخاوف من شركات مصدرة للخراف الحية تشير إلى أن العقود المبرمة مع الجانب السعودي ستنتهي خلال هذا العام ولن تجدد بالصيغة نفسها، بل سيجري تغييرها إلى صيغة أخرى". وأوضح أن الأمر يتطلب تضافر الجهود بين وزارتي التجارة والزراعة والمستوردين إلى ترتيب هذا الأمر بما لا يؤدي إلى نقص في الاستيراد، والعمل على إيجاد خيارات عدة بديلة تكون متوافرة وجاهزة في أي وقت. يذكر أن متوسط الاستيراد السنوي للمملكة خلال السنوات العشر الماضية بلغ نحو 6 ملايين رأس غنم وربع مليون رأس ماعز و50 ألف رأس بقر للذبح سنويات بحسب إحصاءات وزارة الزراعة، لذلك إذا تم استيراد هذه الكمية أو أكثر منها سنوياً بنشاط وعن طريق الشركة المقترحة فإن ذلك يغطي النقص ويشكل تطوراً كبيراً في تنمية الثروة الحيوانية ورافداً مهماً للاقتصاد الوطني. ويوجد في المملكة بحسب الإحصاءات الرسمية نحو 250 ألف مزرعة متوسطة يتوافر بها مساحات مناسبة لتربية الأغنام منها ما يقارب 75 ألف مزرعة تحتوي على تربية حيوانية، و175 ألفاً لا توجد بها ثروة حيوانية، عدا الشركات المتخصصة الكبيرة.