وصف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي في السعودية ووكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبد العزيز بن صالح بن سلمة فعاليات «أيام مجلس التعاون الخليجي» التي شهدتها العاصمة الكورية سول الشهر الجاري بأنها تشكل «محطة مهمة ونقلة نوعية» لكنه رأى أن «هناك قصوراً خليجياً في التواصل مع الآخر بشكل مؤسسي ومنتظم» في المجال الثقافي والإعلامي . و دعا في حديث إلى «الحياة» أثناء ترؤسه الوفد السعودي الذي شارك في الفعاليات الخليجية التي أقيمت في العاصمة الكورية الجنوبية، إلى تعزيز التواصل بين الإعلاميين والمفكرين الخليجيين ونظرائهم الكوريين والصينيين واليابانيين والاندونيسيين والماليزيين والهنود(على سبيل المثال). وفيما قال إن إعلاميين كوريين سيزورون السعودية لتسجيل برامج وتصوير أفلام وإعداد تقارير عن السعودية، أعلن أن نشاطات ثقافية سعودية كورية، ستنظم بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى« تفعيل كبير للعلاقات في مجال التعليم». وعن المشاركة السعودية في فعاليات «أيام مجلس التعاون» في سول قال إنها تمت في إطارالمشاركات المنتظمة للمملكة العربية السعودية منذ انطلاق تلك الفعاليات قبل ثمانية أعوام. ورأى أن « هذه المحطة الكورية تعتبر محطة مهمة من حيث أنها عكست أول فعاليات خليجية تنظم في قارة آسيا، وهي قارة مهمة تنتمي إليها دول مجلس التعاون وترتبط معها بعلاقات تاريخية وسياسية وثقافية مهمة. واعتبر«أيام مجلس التعاون» في سول «نقلة كبيرة ضمن الأيام الثقافية التي أقامتها دول مجلس التعاون خلال السنوات السبع الماضية، والتي اقتصرت على أوروبا الغربية. وشدد ابن سلمة على أن العنصر الثقافي هو المكون الذي لم يلق حتى اليوم حقه من الاهتمام، سواءً من دول مجلس التعاون، أو من دول آسيا الكبرى والمؤثرة في العالم. وقال في هذا الإطار: «إن هذه المشاركة الكبيرة في أيام مجلس التعاون في سول التي اطلع خلالها عدد كبير من المثقفين والاختصاصيين من دول مجلس التعاون وكذلك من الجانب الكوري على الفعاليات، تبين أن المكون الثقافي هو الذي يمثل بالفعل الأرضية الصلبة والجسر القوي الذي يبنى عليه كل نشاط من أنشطة التعاون، والذي تتعزز به العلاقات السياسية والاقتصادية التي كانت طيلة الفترة الماضية هي المهيمنة على بنية العلاقات بين دول مجلس التعاون والدول الآسيوية». وسألته «الحياة» عن أسباب دعوته إلى التركيز على أولوية التعاون الثقافي بين دول مجلس التعاون والدول الآسيوية قال: «إن دول المجلس يجب أن تركز على كل المناطق في العالم سواءً أوروبا الشرقية أوأميركا اللاتينية أو أميركا الشمالية والقارة الأفريقية وآسيا». وأضاف: «المسألة تنظيمية، وحسن التنظيم يتطلب الكثير من الوقت والجهد التنسيقي وضمان مشاركة أبرز العناصر البشرية من المفكرين واالباحثين، وربما المسؤولين الرسميين الذين لهم باع طويل في التعاون والتبادل الثقافي مع كل دولة بعينها، وهذا الأمر يتطلب وقتاً، كي يكون الجهد ناضجاً ويؤتي الثمار المطلوبة». أجهزة الإعلام الخارجي والمسؤولية الثقيلة وعن دور مؤسسات الإعلام الخارجي في دول مجلس التعاون في إنجاح الفعاليات الثقافية الخليجية التي تقام في دول عدة، قال: «إن أجهزة الإعلام الخارجي في دول مجلس التعاون مؤسسات تتحمل مسؤولية ثقيلة، وأداؤها يتم بشكل متفاوت في الوقت الحاضر، و في ما يخص «أيام مجلس التعاون»، فهي تقوم بدور الوسيط الفاعل والشريك الذي أوكلت إليه مهمة التنسيق مع المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية والمؤسسات الثقافية كافة، كي تتم مهمة تسهيل مشاركة أبناء وبنات مجلس التعاون الذين تتوافر فيهم الخبرة والكفاءة لإيصال رسائل متعددة لشعوب الدول التي تنظم فيها الأيام الثقافية». وقال إن هذه الرسائل يراد منها أن تعكس واقع المرحلة، التي وصلت اليها دول مجلس التعاون في المجالات البحثية والتعليمية والثقافية عموماً، وكذلك المشاركة مع نظرائهم في تلك الدول من التطرق، وإلقاء ضوء مركز على واقع التعاون بين دول مجلس التعاون وكل دولة من تلك الدولة، ومَواطن القصورأو التقصير في العلاقات بين الطرفين. ولفت إلى أن إقامة «أيام مجلس التعاون» في دول عدة، يشكل فرصة لإقامة علاقات بين المثقفين والباحثين والمفكرين ونظرائهم من تلك الدول، إضافة إلى التعرف على اهتمامات هؤلاء ونظرتهم إلى دول الخليج، وإقامة نشاطات بحثية وثقافية مهمة في المستقبل، بحيث نجد لاحقاً أن المثقفين والباحثين والمفكرين في دول الخليج يُدعون للمشاركة في النشاطات الثقافية وبالعكس. وسئل: هل تعتقد أن إقامة «الأيام الخليجية» في عدد من الدول ساهمت في تصحيح صورة مرسومة لدول مجلس التعاون في عدد من الدول، فرد: «إن «أيام مجلس التعاون» هي جزء من الجهد الذي يجب أن يبذل على مستوى أكبر، وهذه الصورة الذهنية تتغير، ولا نستطيع القول إن الصورة لدى الشعب في دولة معينة تقام فيها «أيام ثقافية» خليجية هذا العام هي نفس الصورة الذهنية التي كانت (موجودة) قبل خمس سنوات». وأكد «أن الصورة الذهنية - في دول أخرى عن دول مجلس التعاون- تتغير بحكم واقع العولمة الذي نعيشه، وتزايد الإمكانات لدى تلك الشعوب لمعرفة واقع دول مجلس التعاون». لكنه قال: « طبعاً هذه مسؤولية دول مجلس التعاون من ناحية استخدام الأجهزة الجماهيرية، كالقنوات التلفزيونية الفضائية، وتخصيص مواقع انترنت تخاطب العالم بلغاته وتكون ثرية في مضمونها، هذا إضافة إلى تكثيف النشاطات الثقافية مثل الأيام أوالأسابيع الثقافية، وتكثيف تبادل زيارات الوفود من الإعلاميين في الدول التي تنظم فيها(الأيام الثقافية)، وكذلك طلاب الدراسات العليا، وأساتذة الجامعات والفنانين وغيرهم. مجلس التعاون وغياب الخطط وواصل حديثه متسائلاً: «كم عدد الإعلاميين الخليجيين الذين جاءوا إلى كوريا الجنوبية خلال العام الماضي كي يلتقوا نظرائهم والمهنيين من زملائهم، ويزوروا وسائل الإعلام؟» ورأى في هذا السياق أنه «لا توجد خطة على مستوى مجلس التعاون لإطلاع الإعلاميين المهنيين وكذلك المفكرين الذين لهم حضور كثيف، أو وسائل الإعلام في دول الخليج على دول مثل كوريا الجنوبية والصين واليابان واندونيسيا وماليزيا والهند؟» وأجاب: «لدينا قصورخليجي في التواصل مع الآخر بشكل مؤسسي ومنتظم». وعند سؤاله، هل يعني كلامك أنك تدعو إلى وضع خطة خليجية في شأن التواصل الإعلامي والثقافي مع دول ومجتمعات أخرى قال: «أدعو إلى وضع خطة» مشيراً في هذا الإطار إلى أنه وخلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، زار عدداً من المؤسسات الثقافية الكورية بينها محطة تلفزيون (آرى لانغ) ومؤسسة كوريا ومجمع المسارح الكورية التي تقام فيها عروض عالمية فولكلورية ومسرحية والجمعية العربية الكورية. وعما إذا كانت هناك خطة سعودية لدعم العلاقات مع كوريا الجنوبية قال: «لدينا اتفاقية تعاون شاملة بين المملكة وكوريا الجنوبية، كما تُعقد اجتماعات اللجنة السعودية الكورية المشتركة بانتظام، وكانت الدورة الأخيرة (ال15) للجنة المشتركة عقدت في كوريا العام الماضي، وهناك تفعيل كبير للعلاقات في مجال التعليم الجامعي والعالي». وأضاف أن سول شهدت قبل عامين افتتاح ملحقية ثقافية سعودية، كما أن عدد الطلاب السعوديين في الدراسة الجامعية والعليا زاد عددهم عن 110 طلاب، وهناك أيضاً وفود طلابية وبحثية تزور السعودية. وأفاد أن السعودية ستكون ضيف شرف في معرض سول الدولي للكتاب في العام المقبل، وستقام نشاطات ثقافية متبادلة بين السعودية وكوريا الجنوبية بمناسبة مرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات بين البلدين. ولفت إلى «حرص وزارة الثقافة والإعلام على تكثيف زيارات الوفود الإعلامية من مختلف الصحف ومحطات التلفزة الكورية إلى السعودية لأغراض مهنية يقوم خلالها الإعلاميون الكوريون بتغطيات إعلامية لمختلف المناسبات الإقليمية والدولية في السعودية، وتسجيل برامج وتصوير أفلام وإعداد تقارير عن المملكة». وخلص وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي، ووكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف في السعودية ردا على السؤال، الى أن «العلاقات السعودية الكورية الجنوبية ممتازة جداً في الوقت الحالي»، لافتاً إلى « مشاريع ضخمة تقام في السعودية، واستثمارات سعودية كبيرة في كوريا، و تواجد سعودي اقتصادي كبير في كوريا الجنوبية، وخصوصاً شركتي «ارامكو» و«سابك». وقال إنهما تقومان بتشغيل وإنشاء مشاريع مشتركة في جمهورية كوريا.