يقول جيمس فرانكو في أول مشاهد فيلمه الجديد 127 ساعة: «يراودني حلم المغامرة ومواجهة التحديات .. لكني لا اعرف هل تستحق ذلك الثمن.. حياتي؟!»، وربما تستعين الجماهير بجملة مشابهة في مرحلة تفكيرها بقرار دخول الفيلم الذي ينتظر أن ينطلق عرضه في أوروبا وعدد من الدول العربية خلال الأسابيع المقبلة. فالفيلم - على رغم النجاح الكبير الذي حققه على صعيد الإخراج والأداء وهو ما رشحه للمنافسة على عدد من جوائز الأوسكار - مهدد اليوم بخسارة تلك الترشيحات، ليس ذلك وبحسب بل أن دولاً عربية تفكر في منع عرض الفيلم على أراضيها، خصوصاً في ظل التحذيرات التي وجهتها عدد من القطاعات الصحية لدور العرض التي تنوي تسويق الفيلم بضرورة وجود مسعفين في أماكن قريبة من تلك الصالات خشية تعرض المشاهدين لنوبات صرع أو إغماء أو حالات قيء متأثرين بالمشاهد التي يعرضها الفيلم، إذ يقول محرر صحيفة «إف أي بي» الإلكترونية عن الفيلم: «ربما يعتبر البعض هذه التحذيرات مبالغاً بها، لكنني أؤكد أن هذه التحذيرات حقيقية، القدرة على متابعة مثل هذا الفيلم كاملاً مغامرة بحد ذاتها». هذه التحذيرات تبدو منطقية، خصوصاً في ظل الأخبار التي نشرت عن المجهود الذي بذله مخرج الفيلم داني بويل، للوصول به إلى مراحل واقعية، إذ أجبر البطل جيمس فرانكو على المكوث لفترة طويلة في وادي «كانيون» للتغلب على مخاوفه من الأماكن المغلقة قبل انطلاق تصوير الفيلم. إضافة إلى الاستعانة بفريق من الأطباء المختصين لإضافة واقعية أكبر على مشهد البتر الذي تسبب في حالات الإغماء التي تعرض لها مشاهدون حول العالم وهو المشهد الذي استغرق تصويره يوماً كاملاً. حالات الإغماء الأكثر كانت بين متابعي الفيلم من الجماهير الاسترالية ما دعا الأطباء هنا إلى إصدار تحذيرهم لرواد السينما من مشاهدة الفيلم، لأنه قد يصيبهم بالإغماء أثناء المشاهدة. ويجسد الفيلم محنة آرون رالسون، المتسلق الأميركي الذي اضطر إلى قطع ذراعه العالق تحت صخرة ضخمة وقدم مستشفى سانت فنسنت في سيدني العلاج لثلاثة أشخاص هذا الأسبوع إثر إصابتهم بالإغماء والقيء ونوبات مثل الصرع بسبب مشاهد في فيلم «127 ساعة». وقال رئيس قسم الطوارئ جورديان فوردي لصحيفة ديلي تليجراف: «إذا كان الجسم سيتلقى رد الفعل هذا فمن الممكن أن يتوقف مما يتسبب في إصابة المرء بالإغماء.. عندما يبدأ (المشاهدون) في فقدان الدم والأوكسجين من المخ، فهم يدخلون إلى المرحلة التالية وقد يصابون بنوبة مرضية». وقضى روان فيربيكاس خمس ساعات في مستشفى سانت فنسنت بعد أن فقد وعيه خلال مشهد قطع ذراع رالسون. وقال فيربيكاس (72 عاماً): «لقد اعتقدوا بأنني سأصاب بالصرع.. وعندما استيقظت تذكرت لقطة استمرت حوالى 30 ثانية». وكانت دور السينما في سيدني قد تلقت تحذيرات من إمكان تعرض بعض المشاهدين للإغماء وكان ينبغي أن تكون مستعدة لذلك. واعترف المخرج داني بويل بحدوث حالات مؤسفة للجمهور خلال المرات الأولى لعرض الفيلم في المهرجانات السينمائية في أميركا الشمالية. وقد انهار شخصان في مهرجان تيلوريد السينمائي وثلاثة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وشخص واحد في مهرجان ميل فالي السينمائي.