نيويورك - رويترز – رأى مستثمرون أن «الثورة البيضاء» في مصر، كما يسميها مصريون كثر، فرصة للاستحواذ على حصة في سوق أكبر بلد عربي لجهة عدد السكان، على رغم غموض الوضع السياسي على المدى القريب. واعتبر لاري سيروما من «نايل كابيتال مانجمنت»، أن «الديمقراطية والشفافية ستسودان، وسيؤدي ذلك إلى مزيد من النمو الاقتصادي»، لافتاً إلى أنها «فرصة كبيرة للاستثمار في مصر». وكان مستوى تعامل «نايل كابيتال» في مصر قبل الثورة، يراوح بين 5 و10 في المئة من محفظتها. ولم يستبعد مستشار الاستثمار لدى «كوزاد اسيت مانجمنت» في ولاية إيلينوي بريانت إيفانز، أن «يزيد حجم الاستثمارات في مصر في خلال عام من الآن، مع تشكل حكومة جديدة، في حال سلكت نهجاً ديمقراطياً»، مؤكداً حصول «بعض التحسن». وقال العضو المنتدب في فرع بنك الاستثمار المصري «بلتون فايننشال» في نيويورك كريم بغدادي: «عندما يكون لعشرة في المئة من السكان حسابات جارية تصبح فرصة النمو متاحة، وعندما يكون لديك اقتصاد غير رسمي كبير يقارب حجم الناتج المحلي، وإذا تمكنت من تحويل الاقتصاد إلى نظام قائم على المؤسسات سيبدأ الناس في توريق ديونهم، وسيتمكنون من الاقتراض بنسبة أكبر، وشراء المزيد، لذا سيكون التأثير كبيراً». يُذكر أن الأصول المصرية تسجل نسبة صغيرة لدى صناديق الأسواق الناشئة في العالم، ويساهم اقتصاد البلد في نحو 0.3 في المئة من مؤشر «أم اس سي آي» للأسواق الناشئة. وتعرضت أسهم الأسواق الناشئة لضغوط بيع ليس فقط بسبب التوترات السياسية في مصر، بل أيضاً نتيجة عمليات جني أرباح للاستفادة من ارتفاع المؤشرات الرئيسة إلى أعلى مستوياتها في خلال سنتين ونصف سنة. وأفادت بيانات «ليبر» إحدى خدمات «تومسون رويترز»، بأن المستثمرين سحبوا مبلغ 6.27 بليون دولار من الأسواق الناشئة في الأسابيع الثلاثة الماضية. لكن لدى احتساب تأثير حركة الأسعار في السوق على الأسهم، يُلاحظ تراجع الأصول التي تديرها صناديق مقرها الولاياتالمتحدة، بواقع 10.92 بليون دولار أي بنسبة 5.6 في المئة منذ الأسبوع المنتهي في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن المستثمرين ينظرون إلى ذلك كفرصة. وأعلن كبير الاقتصاديين لدى «اكزوتكس» في لندن غابرييل ستيرن، «التمسّك (باستثماراتي) في مصر ولم أبعها خلال الأزمة»، معتبراً أن «ما حدث اليوم لم يغير رؤيتي للعوامل الأساسية وستكون النتائج جيدة». وعن سوق السندات، أكد أحد مديري الصناديق، «تعويض السندات السيادية المصرية المقومة بالدولار جزءاً جيداً من خسائرها»، لكن لا يزال غير مقتنع بتدني أسعار إصدارات السندات. وأكد العضو المنتدب لإدارة الأسواق الناشئة لدى «أورباخ غريسون» في نيويورك ديفيد غريسون، أن «الحكومة الجديدة ستعمل على تأمين فرص العمل لنسبة أكبر من السكان أياّ كان شكلها، لرفعهم فوق خط الفقر، كما أن الاقتصاد سينمو».