كشف النرويجي الشاب كاشتن فارهولم عن نفسه كموهبة صاعدة بقوة في ألعاب القوى بعدما حقّق انتصاراً رائعاً ليفوز بسباق 400 متر حواجز تحت الأمطار في بطولة العالم أمس (الأربعاء). وأظهر العدّاء البالغ من العمر 21 عاماً قدراته إذ هيمن على السباق من البداية للنهاية وقاوم ضغط منافسيه ليفوز في 48.35 ثانية. وغطّى العداء الشاب وجهه بيديه غير مصدّق لهذا الإنتصار بعدما فاز على التركي ياسماني كوبيلو بطل أوروبا الذي سجّل 48.49 ثانية ليحصل على الفضية. كما بدّد فارهولم آمال البطل الأولمبي كيرون كليمنت في أن يصبح أوّل رجل يحصل على ثلاثة ألقاب في بطولة العالم في هذا السباق بعدما اكتفى العداء الأميركي البالغ 31 عاماً بالبرونزية في 48.52 ثانية. وكان هذا أوّل انتصار يحقّقه أي نرويجي في بطولة العالم منذ حصول إينغريد كريستيانسن على ذهبية عشرة آلاف متر في روما 1987. وقال فارهولم للمشجعين البالغ عددهم 55 ألفاً بعدما منحه أحدهم خوذة الفايكنغ ليرتديها خلال لفة النصر "أنا حقاً لا أصدق. بذلت جهداً كبيراً من أجل هذا السباق، لكني لا أدري ماذا فعلت. إنه شعور مذهل". وأضاف "وجدت الخوذة مع الجماهير وارتديتها على الفور. اعتقدت أنها مناسبة للموقف. الطقس بارد وممطر مثل النرويج، لذا أعتقد أنها تناسبني". ووُصف فارهولم طيلة العام بأنه واحد من أبرز الوجوه الجديدة في ألعاب القوى خاصة عندما انتصر في ألعاب بيسلت التي أقيمت في أوسلو في حزيران (يونيو)، محققاً رقماً قياسياً وطنياً بلغ 48.25 ثانية. ويوضح إنهاء العداء النرويجي للسباق بفارق ضئيل للغاية عن الرقم القياسي العالمي في ظل سقوط الأمطار كيف كان أداؤه رائعاً. وقال "أنا بطل العالم... هذا جنوني. الكثير من الجهد والإلتزام جاء بي إلى هنا، لذا أشكر مدربي على وضعي في موقف يسمح لي بالمنافسة على لقب بطولة العالم". واتبع فارهولم خطة بسيطة من البداية وهي الإنطلاق بأقصى سرعة لديه ثم الدفاع عن التقدّم باستماتة. وكان مستواه رائعاً وبدا أن التهديد الوحيد يأتي من القطري عبد الرحمن سامبا الذي كان يركض بشكل جيّد حتى اصطدم بالحاجز الأخير. وقال فارهولم "انطلقت جيّداً ونجحت في الدفاع عن تفوقي بشكل رائع حقاً. أنا فخور للغاية بأدائي. أتمنى أن يكون الناس في النرويج سعداء بقدر سعادتي". وتحوّل ما بدا أنه أداء يضمن لصاحبه الحصول على ميدالية إلى المركز السابع بالنسبة للقطري سامبا، بينما تقدّم التركي كوبيلو المولود في كوبا ليحتل المركز الثاني. وكان كليمنت قال إنه يستمتع بتحدي الشبان، لكن آماله في نيل الذهبية تبدّدت بعد تعثره قبل الحاجز الأخير. وقال كليمنت "لم أنجح في تحريك قدمي لأتجاوز الحاجز الأخير وهذا كلفني الذهبية. رأيتم كيف عبرته بشكل سيء للغاية. في يوم آخر كان من الممكن أن أفوز لكني سعيد بالحصول على ميدالية أخرى". ولم يكن لدى العداء الأميركي سوى كلمات الإشادة بالرجل الذي يبدو أنه مستقبل هذا السباق. وقال "إنه موهوب وأظهر ذلك الليلة".