يتعاظم التنافس بين المرشحين الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وكأننا أمام لعبة كراسي موسيقي، فتعلو الموسيقى وتتوقف في 12 حزيران (يونيو) الجاري، ويجلس الفائز على كرسي رئاسة الجمهورية. وعلى رغم عسر التكهن بنتائج الانتخابات، وعسر معرفة ميول الناخبين الايرانيين وقناعاتهم، في وسعنا مراقبة سلوك المرشحين، وملاحظة مواضع قوتهم وضعفهم. فالرئيس احمدي نجاد يتمتع بإمكانات اعلامية ضخمة ربما تفوق امكانات المرشحين الآخرين. ويستمد نجاد القدرات هذه من مقعده في رئاسة الجمهورية. ولكن نجاد يفتقر الى دعم شخصيات بارزة له. فهو أراد أن يكون الرجل الوحيد القوي في عهده. وفي الاعوام الاربعة الماضية، أبعد الرئيس احمدي نجاد كبار الشخصيات التي كانت قريبة منه، على غرار علي لاريجاني، أمين مجلس الامن القومي، ومحمد باقر قاليباف، عمدة طهران الحالي، وذوالقدر معاون وزير الداخلية، ووزير الداخلية، بور محمدي. فهو سعى الى أن يكون الرمز الوحيد في الحكومة. وإذا فاز احمدي نجاد بهذه الانتخابات، فمعنى فوزه أن الموسسات الدينية والثقافية والسياسية تلكأت في اعلان دعمها له، على خلاف ما حصل في الانتخابات السابقة. وفي وسعه جذب اصوات الفقراء، وأهل الريف، واهالي المدن الصغيرة، بمفرده ومن غير دعم. ومثل هذه القدرة على استقطاب الناخبين تمنح نجاد زخماً يفوق القوة التي اكتسبها في ولايته الأولى. وعلى خلاف أحمدي نجاد، يؤيد مهدي كروبي، المرشح الى الانتخابات الرئاسية الايرانية، أبرزُ جنرالات السياسة من امثال غلام حسين كرباسجي، وعطاء الله مهاجراني، ومحمد علي نجفي، وعباس عبدي، ومحمد علي أبطحي، وعبد الكريم سروش، النافذون في الشارع الايراني. وعلى خلاف بقية المرشحين، يقترح كروبي برنامجاً انتخابياً. فهو استخلص دروساً من تجربته الانتخابية السابقة في 2005. ويدخل المرشح مير حسين موسوي حلبة الانتخابات مسلحاً بتجربته في رئاسة الوزراء في ثمانينات القرن الماضي. ولكن جعبته خالية من برنامج سياسي ومليئة بنقد سياسات الحكومة الحالية. ولعل المرشح (محسن) رضائي هو الوحيد من المرشحين الذي لا يملك الامل بالفوز، على رغم توليه ادارة مؤسسات مهمة بإيران، بدءاً بالحرس الثوري. وأغلب الظن أنه لا يجهل حجمه الانتخابي الذي لا يحسد عليه . وقد لا يقبل الناخبون على انتخاب رضائي. ولكن لا شك في أنه فاز بسخط الرئيس احمدي نجاد عليه. وهو يحظى بالاصوات المحافظة الاصولية الناقمة على الرئيس احمدي نجاد. * عن افتتاحية «اعتماد ملي» الايرانية، 1/6/2009، اعداد محمد صالح صدقيان