بقلوب مؤمنة ينعى الشعب الفلسطيني الحوار الوطني الفلسطيني، الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز العامين قضاهما في جولات ولقاءات ومناكفات هنا وهناك، وإذ يتقدم الشعب الفلسطيني بتعازيه إلى الأمة العربية والإسلامية، يشكر الشقيقة مصر على مساعيها لإنقاذ حياة الحوار أكثر من مرة ولا حياة لمن تنادي. ستة أشخاص استشهدوا في قلقيلية، وزوبعة في فنجان حدثت في غزة، وتعددت الروايات والاتهامات هنا وهناك، وانقسمت وسائل الإعلام بين تبني رواية السلطة وحركة «فتح»، وبين تبني رواية حركة «حماس»، فزاد الاحتقان، وذهبت أجواء التفاؤل بقرب تحقيق المصالحة الوطنية بلا رجعة، وبدأت مرحلة «كسر العضم»، وللأسف أصبح القتل ثقافة، والتجاذبات والمناكفات السياسية سمة تميز القيادات والنخب السياسية الفلسطينية. الشمس لا تُغطى بغربال، والشعب الفلسطيني بأكمله يعرف الحقيقة، ولا تضلله التصريحات ولا وسائل الإعلام، فقد أصبحت السلطة هي الهدف، حتى لو كان ذلك على حساب المشروع الوطني، وأصبح التحالف مع أعداء الشعب الفلسطيني قراراً استراتيجياً عند البعض، والهدف من ذلك هو حماية المصالح الشخصية والحفاظ على سلطة وهمية.