أشعل وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ «حركة التقنية» في وزارته، خلال أسابيع مضت، حمل فيها لواء التحريض على «الانترنت»، والدعوة إلى استثمارها، إلى جانب الاقرار بتأخر وزارته في استثمار خصائصها وإمكاناتها البارزة. وفي ثلاث مناسبات، كرر نقاش هذه الجزئية أخيراً، وأبدى تفاعلاً كبيراً لدى افتتاحه موقعي «الإسلام» و«التبادل المعرفي» اللذين يتبعان وزارته، وصارح الحاضرين من الدعاة والتقنيين في «الشؤون الإسلامية» بأن العصر الراهن سيكون التأثير فيه لمن بيده ناصية «الانترنت»، الذي قال إنه يوفر ميزات تجعله أكثر فاعلية، وذلك أن «قيمة ما يصل إليه الإنسان باختياره، أكبر من قيمة ما يُملى عليه». وأكد أن التنوع في «المواقع الدعوية « على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، كبير ومتشعب جداً، ولذلك الوزارة تسهم في كثرة المواقع الإسلامية، فوجود أكثر من موقع تشرف عليه الوزارة، أو نفذتها، وبنتها هذا أمر إيجابي لأن التخصصات، والمواضيع مختلفة (...) وإذا كان الموقع متخصصاً يكون الإقبال عليه أكثر من المواقع الكبيرة التي تشمل كل شيء وتنتقل بين جنباتها من عنصر إلى عنصر حتى تصل إلى المراد، لذلك دعونا إلى تفعيل المشاركة الالكترونية عبر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي لها الكثير من المواقع على «الإنترنت»، وعبر المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعيه الجاليات وهذه فيها خطاب دعوي إسلامي لمن يريد التعرف على الإسلام، والدخول في الإسلام هذه أيضاً كثيرة متنوعة تشرف عليها الوزارة، كذلك موقع الوزارة الرئيس الدعوي وهو «موقع الإسلام» الذي دشن قبل أسابيع عبر نسخته الثانية، وهناك أيضاً موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومواقع أُخَر للأوقاف وغيرها، هذه كلها متنوعة الموضوع، ووجود أكثر من موقع لكل جهة عاملة، وتعدد المواقع عنصر ايجابي». وأشار إلى أن الوزارة «لديها نوع من التأخر في استخدام التقنية لا يوافق تطلعاتنا، ولا ما نريده، وهذا له أسباب خارجة عن التفصيل الآن، لكن تطوير التقنية والإسهام الفاعل في «الإنترنت» للدخول بتأثير أكبر لدى المستفيدين من هذه المواقع هو من أولويات الوزارة حالياً. ورداً على سؤال ل«الحياة» حول أحداث الساعة في العالم العربي، بين آل الشيخ أن موقع «التبادل المعرفي» الذي يهتم بالحوار مع الآخر، «غير مخصص للتعليق على الأحداث، لأن التعليق على الأحداث هذه لها مواقعها، ولها أهلها، والموقع للمعرفة، والتبادل المعرفي ثابت، والأحداث متغيرة، والتبادل المعرفي في القضايا الثابتة إذا جاء اتهام للمملكة، مثل الاتهام بمواضيع الإرهاب أو نحوها قد يتناول الموقع إيضاح الصور الحقيقية في ذلك، فالموقع غير مخصص للتفاعل السياسي، ولا للتفاعل الجماهيري، في الساحة الدعوية هناك مواقع أخرى تهتم بهذا الجانب». وتابع: «الموقع للتبادل المعرفي البحت، لإيضاح من نحن في عقيدتنا وديننا، وفي القرآن والسنة النبوية، والرد على السائلين في ذلك من جميع أنحاء العالم، لذلك وجهت القائمين على البرنامج والموقع بأن يضعوا اهتماماً خاصاً بالإجابة عن الأسئلة التي ترد عبر الموقع بالتنسيق مع المهتمين في جميع أنحاء العالم، بمعنى أنه لن تكون الإجابة عن أسئلة التعارف، أو تبادل المعرفة، أو من أراد أن يعرف شيئاً عن القرآن، وعن الإسلام، وعن السنة، وعن العقيدة، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا، لن تكون الإجابات مركزية، بل سيكون هناك حصر لعدد من المهتمين بهذا الجانب في العالم، وستكون مهمة إدارة الموقع إذا جاءت أسئلة للموقع، تحويلها إلى كل واحد باختصاصه، إذا جاءت أسئلة باللغة الاسبانية تحول إلى متخصصين في الأرجنتين، وفي البرازيل، أو في اسبانيا، وإذا جاءت باللغة الصينية تحول إلى متخصصين في اللغة الصينية، ويكون دورنا في كثير من الإجابات هو دور تنسيق مع المجيبين وفق قائمة الموقع، ثم مراجعتها حتى تكون سليمة وفق ما يقضى به النظر الصحيح في ذلك، ثم بعد ذلك تنشر في الموقع، وهذا هو التفاعل». وجواباً عن سؤال حول دعاة الوزارة سواء داخل المملكة أم خارجها ومدى إمكان تفعيلهم في بلدانهم، وكذلك في الخارج، أجاب آل الشيخ بالقول: «من ضمن القائمة التي ستوزع عليها هذه الأسئلة سيحصر من يجيد الإجابة عن المعرفة الإسلامية من دعاة الوزارة، ومن المتخصصين بغيرها في الجامعات ممن يرغب في التعاون، ثم هؤلاء إذا حصروا فإنه توزع عليهم الأسئلة والتواصل التقني عبر ذلك». وحول خطوات وزارة الشؤون الإسلامية بشأن تفريغ بعض منسوبيها للعمل الدعوي الإلكتروني، قال الشيخ صالح: «ثمة برنامج كبير بدأنا به هذه السنة، وهو التواصل الإعلامي بين دعاة رسميين، أو متعاونين مع الوزارة، والقنوات الفضائية، ومواقع «الإنترنت» هذا المفهوم طبقناه في السنة الماضية عبر القنوات الفضائية، وعبر مواقع فوجدنا نجاحاً كبيراً في هذا الصدد، والآن سنوسع ذلك وسيخضع الذين يراد مشاركتهم في مواقع «الإنترنت» أو القنوات الفضائية لدورات تدريبية، خصوصاً في التعاون مع الإعلام، ونحن الآن على وشك الانتهاء من توقيع اتفاق مع إحدى القنوات الفضائية الكبيرة التي لديها قدرة على عمل هذا البرنامج التدريبي وتسجيل الحلقات وفق ذلك». وإيضاحاً لمدى تمكن الوزارة في هذا الميدان وتجاربها فيه، بين آل الشيخ أن لدعاته «تجربة قديرة وكبيرة، ولكنها غير محسوسة ربما لدى كثيرين، وهي تجربة «حملة السكينة» التي بدأت منذ سنوات عدة مع بدء الهجمات الإرهابية على بلادنا الغالية كان الهدف منها الحوار عبر «الإنترنت «وهو حوار حي غير مغلق وغير مكشوف بمعنى أن كل واحد يحتفظ بسرية أفكاره، وبسرية معلوماته، وبسرية ما يطرح، مهما كان ما يطرح مضاداً لأي فكرة لدينا، متعلقة بالدولة، متعلقة بالعقيدة، متعلقة بالعلماء، وكان الحوار عبر ذلك لسنوات عدة قوياً ومتنوعاً في أكثر من موقع، ثم في موقع السكينة في نفسه، وحظي هذا التفاعل بثناء جهات عدة في الداخل والخارج ربما يكون له في الفترة، أو في السنة هذه إظهار أكبر». وأقر آل الشيخ بأن الطلب على دعاته في الانترنت كبير جداً، إلا أن القادرين منهم على التفاعل البنّاء قليلون، ويصعب تفريغهم لهذا الشأن وحده، على رغم أهميته. وقال: «في العام الماضي خصصنا فريقاً من المشايخ، وبعض دعاة الوزارة وبعض الفقهاء للإجابة عن الأسئلة من كل أنحاء العالم المتعلقة بالحج والعمرة عبر الموقع الدعوي للوزارة «موقع الإسلام» فوجدنا الأسئلة والتفاعل العالمي أكثر مما نتصور، وبالتالي كان لا بد من وجود حل لمشكلة التفرغ هذه، فالمشايخ مشغولون، والدعاة مشغولون، والمرتبط بعمل، والمرتبط بمؤسسة دعوية، أو مرتبط بجامعة، فهناك إشكالية في التفريغ للتواصل، والنوعية الجيدة التي تستطيع المشاركة ونرضي عن مشاركتها هي نوعية مشغولة كثيراً، وبالتالي نحن بين محدودية المشاركة، وبين البحث عن النوعية المرضية عالية الاستيعاب والجودة».