تسارعت وتيرة التقارب السعودي - العراقي، وبدأت تتجه إلى مزيد من الانفتاح، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، إذ طلبت هيئة تنمية الصادرات من مجلس الغرف السعودية استطلاع آراء التجار والمصنعين الذين لديهم رغبة في التصدير إلى بغداد بإرسال المعلومات إليها. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن المعلومات تتضمن: «اسم المنشأة، واسم ممثلها ورقم التواصل، والبريد الإلكتروني، والمنتجات والخدمات المرغوب في تصديرها، وتحديات التصدير إلى العراق». وجاءت هذه الخطوة بعد تحسن العلاقات بين البلدين بعد أكثر من ربع قرن من القطيعة. إلى ذلك، أبرم السفير العراقي في الرياض الدكتور رشدي العاني ونظيره في بغداد عبدالعزيز الشمري في مقر وزارة النقل السعودية أمس مذكرة تفاهم بين الخطوط الجوية في البلدين لتبدأ رحلاتها إلى كل المطارات. وقال العاني ل «الحياة» أمس إن الرحلات «ستكون منتظمة في شكل يومي بعد نحو 27 عاماً على توقفها، إضافة إلى تخصيص رحلات شحن يومية أيضاً»، مشيراً إلى أن استقبال الرحلات السعودية سيكون في مطارات بغداد والبصرة والنجف وأربيل والموصل. واعتبر هذه الخطوة دعماً لتطوير «العلاقات بين البلدين الشقيقين، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، خصوصاً أنها تتزامن مع قدوم 32 ألف عراقي إلى الحج، كما تخدم المعتمرين، إضافة إلى خدماتها المسافرين ورجال الأعمال والسياح، ما يوفر الوقت والجهد ويسهل المصالح». ولفت إلى أن موعد أول رحلة لم يحدد حتى الآن «لأسباب فنية، وسيعلن توقيتها لاحقاً، وربما نصطحب الإعلام والمسؤولين إلى بغداد للاحتفال في كلا البلدين»، مشيراً إلى أن «الجالية العراقية في السعودية يراوح عددها بين 60 و70 ألفاً، كما يبلغ عدد سكان العراق وفق آخر إحصاء 38 مليون نسمة». إلى ذلك، استقبل أمير منطقة الحدود الشمالية فيصل بن خالد مساء أمس حجاجاً عراقيين عند منفذ جديدة عرعر، وسلمهم نسخاً من المصحف الشريف والكتب الدعوية والإرشادية هدية من خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أن «قيادة وشعب المملكة العربية السعودية يتشرفون ويفخرون بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج». جاء ذلك أثناء تفقده منفذ جديدة عرعر أمس، بوصفها أول منفذ يبدأ في استقبال الحجاج لأداء مناسك الحج، واستقباله الحجاج الذين يمثلون الدفعة الأولى من حجاج العراق. وقال: «أسعدني ما شاهدته من عزيمة وجهد ودقة في العمل من كل العاملين في هذا المنفذ، كما حظيت بلقاء الحجاج القادمين من العراق، وسرني ما سمعت منهم من حسن في المعاملة من العاملين، وما جند لهم من إمكانات وما بذل من جهود وتسهيلات من كل القطاعات».