اعتبر مدير التجارة والاستثمار في السفارة البريطانية في الرياض بول وليامز، أن البيروقراطية وصعوبة الحصول على التأشيرات هما أبرز معوقات الاستثمار في السعودية. وقال وليامز في تصريح إلى «الحياة» على هامش حفلة استقبال نظمتها السفارة البريطانية في الرياض، وحضرها حشد من المستثمرين البريطانيين والسعوديين أخيراً: «إن المعوقات التي تواجه الاستثمار في السعودية بسيطة، وتتعلق بالبيروقراطية والحصول على التأشيرات، إذ ما زالت هناك صعوبة في الحصول على التأشيرات لزيارة المملكة، كما أن التشريعات الخاصة بالاستثمار ما زالت غير مفهومة لبعض رجال الأعمال البريطانيين». وأضاف: «نحن نتشاور مع الجانب السعودي لتجاوز هذه المعوّقات وإيجاد الحلول لها، ونهدف إلى زيادة الصادرات البريطانية إلى السعودية هذا العام بنسبة 30 في المئة، وفعلنا ذلك العام الماضي، ونتوقع أن تكون هناك زيادة في الصادرات السعودية إلى المملكة المتحدة، ونحاول أن نطور البيئة الاقتصادية في السعودية»، مشيراً إلى أن معظم الصادرات السعودية لبلاده من البترول ومنتجات أخرى غير بترولية. ووصف وليامز مناخ الاستثمار في السعودية بأنه من أفضل المناخات الاقتصادية في المنطقة، وهناك العديد من المميزات والتسهيلات من الحكومة السعودية، منها وجود الهيئة العامة للاستثمار، التي جعلت المناخ الاستثماري سهلاً جداً، وارتفاع ترتيب المملكة في استقبال الاستثمارات إلى المرتبة ال11، والعديد من التسهيلات من جانب التشريعات الاقتصادية في المملكة. واتفقت مستشارة التجارة الدولية البريطانية روزاليند مارش مع وليامز، وقالت إن «المناخ الاستثماري في السعودية ممتاز، واقتصادها مفتوح على العام، وهناك تبادل بين الجانبين السعودي والبريطاني في البحث عن فرص استثمارية، خصوصاً في منطقة جنوب غربي بريطانيا». وأكدت مارش ل«الحياة»، أن «الحصول على التأشيرة ما زال يأخذ وقتاً طويلاً، ومطلوب أن يكون هناك برنامج لحصول المستثمرين الأجانب على التأشيرات خلال وقت قصير، وأن تكون مدة التأشيرات أطول، بحيث يستطيع رجل الأعمال السفر والعودة إلى السعودية بشكل مستمر، ونحن نبحث في هذا الموضوع مع الجانب السعودي»، مؤكدة أن سهولة الحصول على التأشيرة ستساعد في زيادة الاستثمار وفهم التشريعات. من جانبه، قال المسؤول في التجارة والاستثمار نيك فيلد: «إننا نعلم صعوبة الحصول على التأشيرات، ولكن هي ليست مشكلة كبيرة، ونحن على اتصالات مع المسؤولين السعوديين لمناقشة هذا الموضوع، ونأمل بأن نصل إلى اتفاق في هذا الخصوص مثلما هو حاصل مع رجال الأعمال الأميركيين الذين يحصلون على تأشيرات عمل متعددة السفرات، وتصل مدتها إلى خمس سنوات». وأعرب فيلد عن تفاؤله بالحصول على تأشيرة مدتها طويلة نسبياً، ما سيساعد في زيادة الاستثمار بين البلدين، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين السعودية والمملكة المتحدة، خصوصاً التبادل التجاري بين السعودية وايرلندا تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الماضية. من جهة أخرى، أوضح وزير التنمية البريطاني ألن دنكان، أن رجال الأعمال والمستثمرين البريطانيين يسعون إلى استغلال المناخ الاقتصادي الرائع في السعودية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة فيها، مؤكداً أنه اطلع على عدد من هذه الفرص الاستثمارية، التي تهم رجال الأعمال في بلاده، كما التقى عدداً من المسؤولين السعوديين خلال زيارته الحالية للمملكة، متمنياً أن يشارك وفد بلاده التجاري نظراءهم السعوديين في مجالات التعاون التجاري والاستثماري المشترك. وتركزت محادثات الوفد التجاري البريطاني مع رجال الأعمال السعوديين على التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في السعودية، والتشاور حول إيجاد شراكات استراتيجية في السعودية. وضم الوفد البريطاني شركات متخصصة في مجال تسوية منازعات الإنشاءات والتدريب على العقود والوعي التجاري، وشركات خاصة بتصنيع المقطورات الزراعية، وشركات في مجال صناعة الخرسانة وفي مجالات توريد المطابخ، وشركات متخصصة في أنظمة الاتصالات البينية وفي الاستشارات الهندسية، وأخرى في التصوير العلمي والفحص المجهري، وشركات تكنولوجية، إضافة إلى شركات خاصة بمنتجات سوق التغذية والألعاب الرياضية المخصصة للسيدات. يذكر أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وبريطانيا يصل إلى 17.2 بليون ريال.