لندن، باريس، نيويورك - رويترز، أ ف ب - رفعت وكالة الطاقة العالمية ومنظمة «اوبك» من جديد تقديراتهما للطلب العالمي على النفط في 2011، وذلك في تقريرهما الشهريين اللذين نشرا أمس. وبينما تجاوز سعر برميل النفط لفترة قصيرة مئة دولار متأثراً بالحركة الاحتجاجية في مصر، حذرت وكالة الطاقة مجدداً في تقريرها الشهري من ان الإبقاء على اسعار مرتفعة يمكن ان يؤثر سلباً على الانتعاش الاقتصادي العالمي. وقال معدو التقرير ان تأثير النفط على الاقتصاد العالمي «يمكن ان يقترب في 2011 من المستويات التي تزامنت في الماضي مع تباطؤ اقتصادي واضح». واضافوا ان «تضافر عوامل ارتفاع الاسعار مع انتعاش اقتصادي هش وضغوط تضخمية جديدة وعدم استقرار في الشرق الاوسط، ليس سليماً». وللشهر الخامس على التوالي اعادت الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية، النظر في تقديراتها للطلب العالمي على النفط في 2010 الى 87.8 مليون برميل يومياً وتقديراتها لهذه السنة ايضاً الى 89.3 مليون برميل خصوصا بسبب الاستهلاك الصيني الذي يسجل مستويات قياسية جديدة. وازداد الاستهلاك العام الماضي 2.8 مليون برميل (3.3 في المئة) عن عام 2009 التي شهدت الازمة، اي بزيادة نحو 120 الف برميل يومياً عما كان متوقعاً في التقرير الاخير. وفي 2011، رفعت الوكالة تقديراتها بالنسبة نفسها مشيرة الى زيادة مقدارها 1.5 مليون برميل يومياً عن 2010 (1.7 في المئة). وتشير هذه الارقام الى انتعاش اكبر مما كان متوقعاً في أميركا الشمالية وطلب اقوى في آسيا وخصوصا في الصين. وأشار التقرير إلى ان الاستهلاك الصيني سجل في الواقع «رقماً قياسياً جديداً في كانون الاول (ديسمبر) (10.4 مليون برميل يومياً)» بزيادة نسبتها 12.2 في المئة في 2010 عن العام الذي سبقه. ويشكل ذلك «اكثر من ثلث الزيادة في الطلب العالمي»، بحسب التقرير. وتوقعت «اوبك» ان يبلغ الطلب على النفط 87.7 مليون برميل يومياً في 2011 بزيادة 0.4 مليون برميل عن تقديراتها السابقة. وصححت المنظمة التي تتخذ من فيينا مقراً لها تقديراتها لعام 2010 لتبلغ 86.3 مليون برميل يومياً بزيادة مقدارها 0.25 مليون برميل. ولفتت «اوبك» إلى ان «الشتاء الجليدي الذي ضرب معظم مناطق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ادى الى ارتفاع واضح في استهلاك الطاقة». وأكدت «أوبك» ان «النشاط الصناعي يبدو متيناً في الولاياتالمتحدة والصين» بفضل اجراءات حكومية لدعم الانتعاش الاقتصادي. أما العرض، فارتفع 0.5 مليون برميل في كانون الثاني (يناير) المقارنة بما كان عليه في كانون الاول ليبلغ 88.5 مليون برميل يومياً، بحسب وكالة الطاقة. وجاء هذا الارتفاع من كل دول «اوبك» التي بلغ انتاجها في كانون الثاني اعلى مستوى منذ سنتين ووصل الى 29.85 مليون برميل يومياً. وقلصت العقود الآجلة للنفط الأميركي خسائرها أمس بعدما أظهر تقرير حكومي انخفاض طلبات إعانة البطالة في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي إلى أقل من 400 ألف طلب. وكانت أسعار الخام الأميركي تحت ضغط قبيل صدور التقرير بسبب ارتفاع الدولار والتقريرين الشهريين ل «أوبك» ووكالة الطاقة اللذين أظهرا ارتفاع إنتاج المنظمة. وفي «بورصة نيويورك التجارية» (نايمكس) تراجعت عقود آذار (مارس) 32 سنتاً أو 0.37 في المئة إلى 86.39 دولار للبرميل متحركة في نطاق بين 85.96 دولار و87.07 دولار. وكانت الأسعار منخفضة بنحو 40 سنتاً قبيل صدور بيانات البطالة.