سيول – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت سيول «انهيار» المحادثات العسكرية التي أجرتها الكوريتان أمس، وانسحاب وفد بيونغيانغ، بسبب «خلاف على جدول الأعمال». والمحادثات كانت الأولى بين الكوريتين، مُذ قصفت كوريا الشمالية جزيرة جنوبية في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما أدى الى مقتل أربعة أشخاص، واتهام سيول بيونغيانغ بإغراق بارجة في آذار (مارس) الماضي، ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً، وهذا ما ينفيه الشمال. وكان يُفترض بالمحادثات التي أجريت في قرية بانمونجوم الحدودية، ان تفضي الى تحديد مكان وزمان وجدول أعمال لقاء لاحق على مستوى أعلى، رجّح كثيرون ان يكون على مستوى وزيري الدفاع. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن وفد سيول شدد على ضرورة أن تركّز المحادثات على مستوى بارز، على قصف الجزيرة وإغراق البارجة، فيما طالب وفد بيونغيانغ بمناقشة مسائل عسكرية أخرى أيضاً، والتركيز على وقف كلّ الأعمال العسكرية التي يمكن ان يعتبرها الجانب الآخر استفزازية. وأشارت الى أن الوفد الكوري الشمالي «انسحب من جانب واحد من الاجتماع». وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: «المحادثات فشلت بسبب خلافات على جدول الأعمال، وانتهت من دون تحديد موعد للقاء ثانٍ مشابه». ولفت الى ان الأجواء «كانت مشحونة جداً»، مضيفاً: «في ظل الوضع الراهن، يمكننا إعلان انهيار المحادثات». وتعثرت المحادثات أيضاً، بسبب مسألة إجرائية هي رتبة الضباط الذين سيحضرون أية محادثات بارزة. أتى ذلك بعد موافقة سيول مبدئياً على إجراء محادثات منفصلة للصليب الأحمر حول تنظيم لقاءات لجمع العائلات المنفصلة منذ الحرب الكورية (1950 - 1953). وقالت ناطقة باسم وزارة التوحيد في سيول: «أبلغنا موافقتنا على إجراء مفاوضات من خلال الصليب الأحمر، اذ من المهم للشمال وللجنوب مناقشة مسائل انسانية وتسويتها، مثل لمّ شمل العائلات». وأضافت أن من المفترض تحديد موعد المحادثات ومكانها، بعد انتهاء المحادثات العسكرية، مكررة المطالب الكورية الجنوبية بأن تتخذ بيونغيانغ «إجراءات مسؤولة» حول قصف الجزيرة وإغراق البارجة. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «جونغ انغ البو» الكورية الجنوبية ان هان سانغ - ريول معاون المندوب الكوري الشمالي لدى الأممالمتحدة أبلغ روبرت كينغ الموفد الأميركي الخاص لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، طلب بيونغانغ من واشنطن استئناف مساعداتها الغذائية المعلّقة منذ سنتين، متعهدة السماح للمراقبين الدوليين بالإشراف على توزيعها على السكان. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي في واشنطن قوله ان هان ابلغ كينغ خلال لقاء في نيويورك، ان الشمال مستعد للسماح بمتابعة عملية توزيع المساعدات «قدر ما ترغب الولاياتالمتحدة». وكانت المساعدات الغذائية الأميركية لكوريا الشمالية عُلقت في آذار (مارس) 2009. وتواجه كوريا الشمالية التي شهدت مجاعة في تسعينات القرن العشرين أوقعت مئات آلاف الضحايا، نقصاً مزمناً في المواد الغذائية وتعتمد على المساعدات الدولية التي تراجعت الى حد كبير نتيجة العقوبات. الى ذلك، أعلن سلاح الجو الكوري الجنوبي تزويد مقاتلاته قنابل ذكية، لتعزيز قدراتها على تحطيم المدفعية الكورية الشمالية.