«الحياة»، أ ف ب، رويترز - نشرت تركيا أمس مدافع «هاوتزر» عند الحدود السورية حيث تدور اشتباكات بين القوات التركية وفصائل كردية، وفق ما أفادت وكالة «أنباء الأناضول» الحكومية. جاء ذلك غداة تأكيد الولاياتالمتحدة أن تركيا أغلقت حدودها مع سورية بأكملها بحيث لم يعد باستطاعة تنظيم «داعش» إرسال متشددين تدربوا في سورية لشن هجمات في أوروبا ومناطق أخرى، وفق قول المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي بريت مكغورك. وكشفت الوكالة الرسمية التركية وصول خمسة مدافع على الأقل ليلاً إلى محافظة كيليتش الجنوبية عند الحدود مع سورية التي شهدت أخيراً تبادلاً متكرراً لإطلاق النار بين الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب» الكردية. والهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الجنود الأتراك هناك بالعتاد، وفق ما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر عسكرية. وتقع كيليتش قبالة مدينة عفرين معقل الأكراد في شمال غربي سورية، والخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» التي تدعمها واشنطن، مثيرةً حفيظة تركيا. وحصل تبادل إطلاق النار مراراً في هذه المنطقة الحدودية خلال الأشهر الأخيرة، وهددت تركيا تكراراً بشن هجوم على عفرين. وتعتبر أنقرة هذه الوحدات امتداداً لانفصاليي حزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة «المنظمات الإرهابية» لدى تركيا وحلفائها الغربيين. وتوفر الولاياتالمتحدة دعماً للفصائل الكردية التي انضمت إلى «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف كردي- عربي يشن هجوماً لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم «داعش». وطلبت تركيا من الولاياتالمتحدة سحب أي أسلحة ثقيلة من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية. ويتباين هذا مع نظرة واشنطن إلى «قوات سورية الديموقراطية» التي قال مكغورك إنها طهرت نحو 45 في المئة من الرقة منذ بدء هجوم في أوائل حزيران (يونيو) للسيطرة على معقل التنظيم شمال سورية. وقال إن حوالى ألفي مقاتل من التنظيم موجودون في المدينة «ومن المرجح أنهم سيموتون في الرقة». وفي آب (أغسطس) 2016، شنت تركيا هجوماً برياً على شمال سورية لإبعاد تنظيم «داعش» من حدودها ومنع أي ترابط بين المناطق المختلفة التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. وفي إطار المساعي للتهدئة في سورية، أفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية أمس، بأن «المفاوضات بين عسكريين روس وممثلين عن فصائل المعارضة السورية، استؤنفت في حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة بهدف التوصل إلى تثبيت اتفاق وقف النار وتوسيعه في هذه المناطق». وهذه أول إشارة بعد إعلان منطقة خفض التوتر في ريف حمص، من جانب المستوى العسكري الروسي، إلى تكثيف الاتصالات مع المعارضة لتوسيع الهدنات المحلية في كل محافظة والسعي، إلى تثبيت نظام وقف النار الشامل على الأراضي السورية الذي كان أعلن نهاية العام الماضي، ولم يحقق نجاحات كبيرة. من جهة أخرى، قال رئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن الخروق التي حدثت في سورية هي من الأطراف الموجودة في المناطق التي لم توقع اتفاق القاهرة، محملاً «فيلق الرحمن» مسؤولية كل قطرة دم تسقط في منطقة الغوطة لرفضه التوقيع على الاتفاق. وأكد الجربا أن تيار الغد «وجد بعد البحث أن أقصر طريق للتوصل إلى نتيجة مرضية هو التواصل مع الطرف الروسي، وهو السبيل الوحيد المتوافر حالياً». وفي جانب العمليات، أعلن ناطق عسكري أن القوات النظامية السورية تمكنت أمس من إكمال تطويق بلدة السخنة في ريف دير الزور من ثلاث جهات، وأنها أحبطت هجوماً لتنظيم «داعش» في دير الزور. وتزامن هذا مع قصف القوات النظامية بالصواريخ حيَّ جوبر الدمشقي ومناطق في الغوطة الشرقية. من جهة ثانية، أعلنت ثلاثة فصائل شيشانية مسلحة عاملة في شمالي سورية وغربها «التزام الحياد» في الاقتتال الحاصل بين «هيئة تحرير الشام» («النصرة «سابقاً) وحركة «أحرار الشام الإسلامية»، فيما عرضت «التعاون مع أي فصيل يعتزم قتال قوات النظام السوري وحلفائه». وذكر موقع «سمارت نيوز» ان ذلك جاء في تسجيل مصور باللغة الشيشانية مترجم للعربية نشر على موقع «يوتيوب»، ظهر فيه قائد «أجناد القوقاز» عبد الحكيم الشيشاني، و «جنود الشام» مسلم الشيشاني، و «جيش العسر» صلاح الدين الشيشاني، وشدد القادة الثلاثة على موقفهم ب «الحياد وعدم التدخل في الفتن والشؤون الداخلية لأهل الشام»، واستعدادهم للتعاون مع أي فصيل عسكري أو كتيبة إسلامية تقاتل قوات النظام وحلفائه. وقال قائد «جنود الشام»: «لن نقاتل أي جماعة إلا في حال أجمع أهل العلم كافة على قتالها (...) وذلك بعد استشارة علمائهم داخل سورية وخارجها، ولن نكون طرفاً في رفع جماعة أو إسقاط أخرى». و«أجناد القوقاز» مجموعة مستقلة تنتشر في اللاذقية، ويقدر عدد عناصرها ب500 شخص، سبق أن شاركت في معارك في حلب وإدلب وحماة، في حين يقدر عدد عناصر «جنود الشام» ب350، وتنتشر في اللاذقية أيضاً ونقلت معظم أفرادها إلى غرب إدلب مع احتفاظها بمقراتها في جبل التركمان، وفق تقارير إعلامية. وعاد التوتر بين «أحرار الشام» و «هيئة تحرير الشام» أول من أمس، اذ دارت اشتباكات بينهما جنوب إدلب، على رغم توصلهما يوم 24 تموز (يوليو) الماضي، إلى اتفاق تهدئة.