هدم الجيش الإسرائيلي أمس تجمعاً ريفياً فلسطينياً يتألف من 15 منزلاً من الصفيح شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية. وهذه هي المرة الرابعة التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بهدم هذا التجمع الذي يحمل اسم «خربة طانا» فيما يقوم أصحابه بإعادة بنائه. وقال شهود ل «الحياة» إن الجيش الإسرائيلي دهم التجمع في ساعات الصباح الأولى، وبدأ في هدم البيوت على ما فيها. وأضافوا أن بعض أصحاب البيوت تمكن من إفراغها قبل الهدم، لكن البعض الآخر لم يتمكن. وكانت السلطات الإسرائيلية أقامت مستوطنة زراعية على أراضي الخربة تحمل اسم «ماخوراه». وقال أهالي القرية إن السلطات الإسرائيلية تعمل على دفعهم إلى الخروج من المنطقة لتقوم بمصادرة أراضيهم البالغة مساحتها 2000 دونم وضمها إلى المستوطنة. وأوضح رئيس بلدية قرية بيت فوريك المجاورة عاطف حنني، وهي القرية التي يتحدّر جميع سكان التجمع منها، إن السلطات الإسرائيلية صادرت آلاف الدونمات وضمتها إلى المستوطنة. وأضاف أنها المرة الرابعة التي تقوم فيها السلطات الإسرائيلية بهدم هذا التجمع، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية التي قدمت مساعدات لأهالي التجمع لإعادة بنائه في المرة السابقة، ستوفر الإمكانات اللازمة لإعادة بنائه مجدداً. وكانت السلطات هدمت مدرسة القرية في المرة السابقة، وقال رئيس البلدية إن الأهالي كانوا يعتزمون الشروع قريباً في إعادة بناء المدرسة المؤلفة من غرفتي صف، مضيفاً أن تلاميذ المدرسة يدرسون في مدارس قرية بيت فوريك المجاورة بانتظار إعادة بناء مدرستهم. وقال وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم إن الحكومة قررت إعادة بناء المنازل في أقرب وقت ممكن، لافتاً إلى أن الحكومة ستتعاون مع مؤسسات دولية وغير حكومية في إعادة بناء التجمع وتزويده بالخدمات الممكنة. وتابع أن هدم البيوت في الشتاء أدى إلى معاناة مضاعفة للسكان الذين لا يجدون ما يقيهم من المطر والبرد، لكنه قال إن الحكومة ستوفر كل ما هو ممكن لدعم المواطنين وتعزيز بقائهم على أرضهم. من جهة اخرى، أصيب عشرة فلسطينيين في قطاع غزة بجروح في سلسلة غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية من طراز «اف 16» ليل الثلثاء الأربعاء. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية إن «ثمانية مواطنين مدنيين أصيبوا بجروح طفيفة، هم طفلان وثلاث سيدات وثلاثة رجال» جراء القصف الإسرائيلي. وأضاف أبو سلمية أن «سيارات إسعاف نقلت الجرحى إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، في أعقاب استهداف مستودع للأدوية شرق مدينة غزة» بصاروخ. وأشار أبو سلمية إلى أن القصف أدى إلى اشتعال النيران في المنطقة و»تدمير المستودع، وإلحاق أضرار بورشة نجارة مجاورة له، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية يعاني منه القطاع». كما قصفت طائرة أخرى بصاروخين منطقة مكب النفايات جنوب شرقي مدينة غزة، من دون وقوع إصابات. وشنت طائرات حربية غارتين أخريين على موقع تابع ل»سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، ما أدى إلى إصابة مواطنين بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى ناصر الحكومي في المدينة.