شهدت محافظة حماة أمس أشد قتال وأعنف عمليات قصف منذ أشهر، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ولكن تباينت الروايات عن كيفية بدء القتال. وقال «المرصد السوري» ان القتال تزامن مع قصف كثيف بعشرات القذائف والصواريخ وأنه وثق حصول خسائر في الأرواح وإصابة عناصر مسلحة بجروح. ودار القتال حول قرية معان في غرب سورية، بالقرب من موقع هجوم للفصائل المعارضة وهجوم مضاد للقوات الحكومية في ربيع العام الحالي. وقال «المرصد» ان القتال اندلع نتيجة محاولة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها التقدم شمالاً من معن الى منطقة تسيطر عليها فصائل معارضة. وذكر الاعلان الحربي ل «حزب الله» اللبناني ان عناصر المعارضة هي التي حاولت شن هجوم ولكن القوات النظامية السورية احبطت المحاولة. وتوجد في المنطقة فصائل معارضة من بينها «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة». سابقاً). وبقيت جبهة القتال في شمال محافظة حماة هادئة منذ بدء عملية تخفيف التوتر التي توسطت فيها روسيا وتركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة في وقت مبكر من ايار (مايو) من العام الحالي. وتركز القوات النظامية السورية منذ ذلك الحين على حملتها في شرق البلاد ضد تنظيم «داعش». حمص من جهة أخرى أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن الأطراف المتحاربة تبادلت إطلاق النار والصواريخ شمال مدينة حمص الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية الليلة الماضية، وذلك بعد ساعات من بدء هدنة تدعمها روسيا. ونشر «المرصد السوري» أمس، أن عنصراً من حركة إسلامية قتل جراء إصابته في قصف للقوات النظامية استهدف مناطق في غرب مدينة تلبيسة في الريف الشمالي لحمص، وأصيب آخرون بجروح، وذلك في أول خرق لشروط اتفاق خفض التصعيد في المنطقة منذ بدء تطبيقه عند الساعة ال12 ظهراً أول من أمس (3 آب- أغسطس). وجاء خرق الهدنة على رغم إعلان وزارة الدفاع الروسية أن شرطتها العسكرية أقامت نقاط تفتيش على طول خط الاتصال لمنطقة خفض التصعيد الثالثة شمال مدينة حمص. وشوهد العسكريون الروس يقومون بالتحقق من هوية سائقي الشاحنات والسيارات الذين يعبرون إحدى نقاط التفتيش الجديدة. واستهدفت القوات النظامية بنيران رشاشاتها الثقيلة أماكن في منطقة الطيبة في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع إطلاقها قذائف عدة على مناطق في قرية غرناطة في الريف ذاته. وذكر «المرصد السوري» أن الخروقات الأولى للهدنة التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية أول من أمس في الريف الشمالي لحمص تمثلت بعمليات استهداف متبادلة بين القوات النظامية والفصائل هناك. وأوضح أن القوات النظامية استهدفت بعدد من القذائف المدفعية مناطق في قرية الفرحانية وبلدة تيرمعلة، بالتزامن مع إطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة على أطراف منطقة الحولة. كما استهدفت قوات النظام أطراف بلدة تيرمعلة بالرشاشات الثقيلة، وسط قصف وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة استهدف قرية أم شرشوح القريبة من تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ما تسبب بأضرار مادية. ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. واستهدفت الفصائل مناطق في قريتي حوش تسنين وجبورين وأماكن أخرى تسيطر عليها القوات النظامية في منطقة الهدنة بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة. وكان ريف حمص الشمالي شهد نحو 10 ساعات من الهدوء من دون تسجيل أي خروقات للهدنة منذ بدئها عند الساعة 12 من ظهر أول من أمس، وسط مخاوف من أن يكون الاتفاق المطبَّق هناك شبيهاً باتفاق الغوطة الشرقية، الذي بدأ في الثاني والعشرين من تموز (يوليو) من العام الحالي. ولم يصمد اتفاق التهدئة في الغوطة الشرقية في وجه الخروقات التي بدأتها القوات النظامية وتستمر في شكل يومي من قصف مدفعي وصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض– أرض، وقصف من الطائرات الحربية والتي تسببت في وقوع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، إضافة إلى اشتباكات على محاور في الغوطة الشرقية وأطرافها بين القوات النظامية والموالين لها وبين الفصائل الإسلامية. وأعلن «الجيش الحر» امس إحباط هجوم للقوات النظامية بدعم جوي روسي في البادية السورية ضمن معركة «الأرض لنا» وكبَّدهم خسائر. وأفاد «جيش أسود الشرقية» بأن القوات النظامية المدعومة من الميليشيات الإيرانية والطيران الروسي شنَّت هجومًا صباح امس على مواقع «الحر» في البادية السورية، وتركز الهجوم على محوري محروثة والفكة بعمق البادية، ومن ريف السويداء الشرقي في منطقة الشعاب بالقرب من الحدود السورية الأردنية. وتزامنت الاشتباكات مع قصف من الطيران الحربي على مدخل مخيم حدلات من دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية. وأكد «جيش أسود الشرقية» أن فصائل «الجيش الحر» في غرفة عمليات «الأرض لنا» تمكنت من التصدي للقوات المقتحمة وقتل عدد منهم، إضافةً إلى تدمير ثلاث دبابات.