موسكو - أ ب، رويترز، ا ف ب - أعلنت السلطات الروسية أمس، اعتقال شخصين يُشتبه في ضلوعهما بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مطار «دوموديدوفو» الدولي في موسكو في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأسفر عن 36 قتيلاً و180 جريحاً. وأتى ذلك بعد ساعات على تأكيد زعيم متمردي القوقاز، الشيشاني دوكو عمروف، مسؤوليته عن الهجوم، مهدداً بمزيد من الاعتداءات الانتحارية. وأطلع مسؤولون أمنيون بارزون مجلس الدوما (البرلمان) الروسي أمس، على التحقيق في التفجير، في جلسة مغلقة. وأعلن رئيس لجنة الأمن في البرلمان فلاديمير فاسيليف بعد الجلسة اعتقال «مشاركَيْن» على الأقل في التفجير، مشيراً إلى مقتل منفذ العملية. ولفت فاسيليف ونواب آخرون الى أن مسؤولي الأمن أطلعوا البرلمان على أسماء الضالعين بالهجوم، لكنهم أمروا بالتكتم عليها لضرورات التحقيق. وقال فاسيليف: «على كلّ سكان بلادنا ان يدركوا أن عليهم العيش لفترة طويلة، تحت تهديد الإرهاب». أما نائب رئيس لجنة الأمن غينادي غودكوف، فأعلن ان مجموعة مستقلة تضمّ ناشطين، نفذت الهجوم. واستدرك ان عمروف قد يكون على صلة بهم، مشيراً الى أن «الإرهابيين لا يخضعون الآن لأوامر تصدر عن مركز موحّد يتولى تنظيم العمليات الإرهابية، ما يشكّل صعوبة بالغة في البحث عنهم». وواصلت السلطات الروسية حملة التطهير في أجهزة الأمن بعد التفجير، فأعلن جهاز الأمن الفيديرالي طرد ضابطين وتوبيخ آخرين، بعد تأكيد غودكوف تسريح 10 ضباط في جهاز الأمن الفيديرالي. واعلن عمروف ان اعتداء المطار نُفِّذ بأمر منه. وقال في شريط فيديو بثه موقع «قوقازسنتر.كوم» الناطق باسم المتشددين: «هذه العمليات الخاصة ستتواصل، لنظهر للنظام المتعصب ل (رئيس الوزراء الروسي فلاديمير) بوتين في موسكو، قدرتنا على تنفيذها هناك، في أي مكان وأي موعد نريد». وأضاف في الشريط الذي أكد انه صُوِّر يوم الاعتداء، وظهر خلاله بلباس مرقّط، ان العملية كانت رداً على «جرائم» روسيا في القوقاز، مضيفاً: «في صفوفنا مئات من الأخوة المستعدين للتضحية بأنفسهم» في هجمات جديدة، اذا لم تسمح روسيا بأن يصبح القوقاز (يضمّ الشيشان وداغستان ومناطق أخرى متاخمة)، «دولة إسلامية حرة» تحكمها الشريعة. وكان عمروف (46 سنة) توعّد في شريط فيديو آخر بُثّ السبت الماضي، بجعل 2011 عام «دم ودموع» في روسيا. وتبنى عمروف هجمات استهدفت منشآت روسية، بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج في مترو موسكو الشهر الماضي، أسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل. وكانت اللجنة الروسية التي كُلِّفت التحقيق في اعتداء مطار دوموديدوفو، أعلنت ان الانتحاري الذي نفذه شاب في العشرين من العمر متحدر من شمال القوقاز، المنطقة الواقعة جنوبروسيا والتي تشهد حركة تمرد إسلامية. والأسبوع الماضي، نقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر في الأمن الروسي ان الانتحاري الذي نفذ تفجير المطار هو محمد اولوي (20 سنة) من جمهورية انغوشيا المجاورة للشيشان التي شنّت روسيا حربين عليها، الأولى عام 1994 والثانية عام 1999. الى ذلك، أفادت وكالات أنباء روسية بأن الشرطة الروسية اعتقلت أربعة يُعتقد بأنهم أعضاء في مجموعة إسلامية متطرفة، تشكّل فرعاً لتنظيم «إمارة القوقاز» بزعامة دوكو عمروف، ويُشتبه في أنها تعدّ لاعتداءات في بشكيريا بالقوقاز.