دعا وزير الثقافة الأردني الأسبق الدكتور فيصل الرفوع، الدول العربية والإسلامية إلى مساندة المملكة العربية السعودية، والوقوف معها في التصدي لمحاولات إيران المستمرة لإثارة الفتن والقلاقل في الدول العربية، الأمر الذي بات ضرورياً وملحاً لضمان سلامة الأمن القومي العربي، مطالباً المجتمع الدولي بفضح الممارسات العدوانية الإيرانية في هذا الشأن وإجبار إيران على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بحماية السفارات. وقال الرفوع، أمس (الخميس) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إن مماطلة السُلطات الإيرانية ورفضها استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، ورفضها لوفد سعودي من الدخول لأراضيها لمتابعة ملابسات الحادثة، يمثل خروجاً على القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية المتفق عليها بين الدول، مشدداً على أن المملكة وبحكم التزامها بالنهج الإسلامي المعتدل تجاوزت كثيراً عن الممارسات العدوانية التي تقوم بها إيران ضدها. وأضاف أن إيران دأبت على السعي لإثارة الفتن والقلاقل في العديد من الدول العربية في إطار مساعيها المعلنة في شأن ما أسمته تصدير الثورة، على رغم التزام الدول العربية المجاورة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلا أن حكومة طهران عملت على تقويض الأمن الداخلي في العديد من الدول العربية وفي مقدمها لبنانوالعراق وسورية واليمن. وفي القاهرة، قال خبراء وأكاديميون مصريون إن إيران تتبع سياسات استفزازية إزاء الدول العربية الغرض منها ابتزاز الدول العربية، مؤكدين رفضهم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية أو الدول الأخرى. وأشاروا إلى أهمية قرار المملكة الأخير بالاتجاه إلى المنظمات الدولية واتخاذ الإجراءات لضمان حقوقها الدبلوماسية في حادثة الاعتداء على سفارتها في إيران وقنصليتها في مشهد، مبينين أنه رسالة مهمة للخارج بأن المشكلة مع إيران ليست في البرنامج النووي بل في محاولتها كذلك التدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب وتمويل تنظيمات مثل «حزب الله» والميليشيات الشيعية في العراق وسورية. وقال رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة الدكتور محمد عباس ناجي: «إن السياسة الإيرانية الملتوية ليست جديدة، وما يحدث بالفعل هو نوع من تقسيم الأدوار أو التحدث بأكثر من لسان»، مشيراً إلى أن إيران تحاول أن تصور للخارج أنها ضد العنف وضد الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في إيران وقنصليتها في مشهد. وأشار إلى أن المحاكمات التي تمت للمتهمين بالتعدي على السفارة السعودية في إيران وقنصليتها في مشهد قد تكون مجرد محاكمات صورية وليست حقيقية، ولا تعبر عن السياسة الإيرانية سواء تجاه المملكة أم غيرها. إلى ذلك، أكد المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني حسن راضي الأحوازي، أن العجرفة الإيرانية التي تمارسها حكومة الملالي ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورفضها التعاون مع المملكة بالسماح لها الاطلاع على مقار بعثاتها الدبلوماسية التي تعرضت للخراب على أيدي غوغاء إيرانيين، يعد امتداداً لما ورد في دستور الخميني الذي أعلنه 1979م بمسمى (الدولة العالمية العادلة)، كاشفاً أن نصوصه «تجيز التدخل في شؤون الدول العربية بقيادة الخميني لتصدير الثورة الخمينية لها». وقال الأحوازي: «إن الدستور الإيراني الذي أقره الخميني يتكون من 14 فصلاً و176 بنداً، خصصت للشأن الداخلي الإيراني، وتقسيم السلطات، وواجبات المؤسسات الإيرانية والمسؤولين فيها تجاه الشعب الإيراني الذي تعرض للظلم من حكومة الملالي على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت، وتضمن الدستور نصوصاً تدعو إلى إقامة الدولة العالمية العادلة، ويعمل على تنفيذ قيام هذه الدولة النظام الإيراني مهما تعاقبت حكوماته بدءاً من المنطقة العربية بوصفه من المهمات الضرورية في إدارة شؤون الحكومة». وأضاف «أن حادثة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران كشفت الوجه الحقيقي لنظام طهران، وهمجية مؤسساته السياسية والعسكرية من جهة، وعدم احترامهم والتزامهم بالمعاهدات الدولية، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالشأن الدبلوماسي من جهة أخرى، إلى جانب نسفهم لحقوق دول الجوار». وأشار إلى أن «حادثة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية لم تكن حادثة عرضية أو تلقائية كما زعموا، بل كانت نتيجة تخطيط ودعوات مسبقة من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ هذه المهمة ضد المملكة التي تعد الدولة الرائدة في المنطقة وقبلة المسلمين في العالم»، مبيناً أن «هذا الاعتداء هو جزء أساسي من سياسات طهران العدائية تجاه الدول العربية، بجانب ممارسات التدخل والتخريب فيها خدمةً لمشروع الخميني التوسعي». وشدّد على أن «النظام الإيراني لن يستجيب لدعوات المجتمع الدولي والدول العربية تحديداً في ضرورة التزام طهران بالمعاهدات الدولية، ومبدأ حسن الجوار الذي تدعو إليه الدول العربية منذ قرابة أربعة عقود من الزمن، لأن نوايا النظام الإيراني وعقليته مبنية على سياسة الغطرسة المغلفة زعماً بسماحة الدين الإسلامي وهم بعيدون عن ذلك كل البعد بغية التدخل في شؤون الغير من دون رادع». إدريس: إيران تسعى إلى إخفاء تورطها في اقتحام سفارة المملكة أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد السعيد إدريس في تصريح مماثل أن كل المماطلات الإيرانية هي محاولة لعدم كشف حدود التورط الرسمي لاقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في إيران وقنصليتها في مشهد. وأضاف أن إيران حاولت إلصاق التهمة بمتظاهرين متطرفين، وادعت أنها حاكمت المتورطين في الحادثة، من دون السماح للمملكة بالتدخل في الأمر لأن تدخلها بالنسبة لإيران يعني وضع يدها على الخطوط الأساسية لما وقع في الحادثة، فضلاً عن التعرف على التفاصيل كافة بما في ذلك كيفية الاقتحام والأضرار الني لحقت بالسفارة والقنصلية السعودية. وعد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية تصعيد المملكة حول الاعتداء على السفارة والقنصلية إلى المنظمات الدولية حقاً سيادياً لا ينازعها فيه أحد.