شهدت المنتجعات السياحية والشاليهات في المنطقة الشرقية خلال الإجازة الجارية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، إضافة إلى ارتفاع في أسعار الغرف والشقق الفندقية، تجاوزت نسبته في معظم الأماكن السياحية في المنطقة الشرقية النسب المتوقعة على رغم الجهود المبذولة من جهاز تنمية السياحة في المنطقة لمراقبة الأسعار وضبطها، في محاولة لإنعاش السياحة الداخلية. وأعلن عدد من الأماكن السياحية، خصوصاً المطلة على البحر عن أسعارها الصيفية، التي بدأت منذ مطلع الإجازة وتستمر لمدة 10 أيام، وذلك عن طريق مواقعها الإلكترونية، إضافة إلى بعض العروض التي قدمتها لزوار المنطقة القادم من خارجها، إذ وضعت الأوضاع غير المستقرة في الدول العربية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق والمنتجعات السياحية في المنطقة الشرقية، ما جعل المتنزهين في حيرة كبيرة بين قضاء الإجازة في الداخل أو الخارج، خصوصاً مع قصر فترة الإجازة الحالية وتحسن الأجواء. وأوضح خالد سلمان (مدير مبيعات في شركة سفر وسياحة)، أن الأسعار شهدت ارتفاعاً ملحوظاً تجاوز30 في المئة عن الأسعار المعتادة، نظراً لبدء الإجازة وكثرة الزوار، وانطلاق الفعاليات الصيفية، التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة، والتي من المرجح أن تستقطب أكثر من 500 ألف سائح، بحسب رأي المنظمين لهذه المهرجانات، خصوصاً في ظل الأجواء الحالية التي تشهدها المنطقة. بدوره، قال سالم شاكر (مدير شركة للسياحة والسفر)، إنه من المرجح أن تنتعش السياحة الداخلية خلال الفترة الجارية، خصوصاً للأسر ذات الدخل المحدود، والتي لا تستطيع السفر إلى الخارج، مشيراً إلى أن بعض العائلات تفضل قضاء الإجازة الحالية داخل المملكة، وعزا ذلك إلى عدم إرهاق موازنتهم وقصر فترة الإجازة، إضافة إلى عدم استقرار الأوضاع في عدد من الدول العربية، والتي تعودت العائلات السعودية على تقضية إجازتها فيها مثل مصر ولبنان. كما عزا بحث السعوديين عن السياحة الداخلية في الوقت الحالي إلى أن الأجواء الحالية تعتبر مناسبة جداً لهم، إلى جانب تنوع البرامج والأنشطة السياحية. إلا أنه يرى أن أسعار بعض الأماكن السياحية والمنتجعات والشاليهات في الداخل لا تناسب ذوي الدخل المحدود، نظراً لغلائها الذي أصبح ظاهرة موسمية، إذ يضطر المواطن إلى السفر إلى البلدان المجاورة، نظراً لأن الأسعار أقل من الموجودة في المنطقة، ودعا إلى خفض الأسعار الموجودة حالياً، والعمل على جذب المواطنين، ما سيحدث مردوداً طيباً لدى الجميع وزيادة الإقبال. ولم يختلف عبدالله المشهور (مدير مكتب سفر وسياحة) عن سابقيه في رأيه، إذ قال إن كلفة قضاء 15 يوماً في إحدى الدول العربية وفق العروض الحالية تتراوح كلفتها بين 7500 و9000 ريال للفرد الواحد، فيما تبلغ الكلفة في لندن 11486 ريالاً، وفي باريس 10880 ريالاً، وفي إسبانيا 9400 ريال، أما في المنطقة الشرقية وفي أحد الفنادق، فإن كلفتها تصل إلى 6750 ريالاً قيمة السكن فقط، أما في أحد الشاليهات المطلة على الخليج العربي، فإن الأسعار ترتفع بحسب كلفة الشاليه، إذ تبدأ من 900 إلى 3200 ريال في الليلة، وتبلغ كلفة قضاء 15 ليلة في هذا الشاليه نحو 36 ألف ريال. يذكر أن التقرير السنوي لعام 2009 والصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة إلى أن مجموع عدد ليالي الإقامة خلال صيف 2009 وصل إلى 84 مليون ليلة، في مقابل 79 مليون ليلة للفترة نفسها من العام 2008.