أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس رسمياً قبوله النتيجة النهائية للاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، والتي رجحت انفصاله عن الشمال بغالبية ساحقة. واعتبر ان النتيجة تعكس رغبة أهل جنوب السودان، متعهدا التعاون مع الدولة الوليدة. في حين رأى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ان مستقبل الدولتين مرتبط بتسوية القضايا العالقة. وتسلم البشير أمس من مفوضية استفتاء جنوب السودان النتيجة النهائية للاستفتاء والتى جاءت لمصلحة الانفصال بنسبة 98.83 في المئة. وقال انه وسلفاكير سيعملان على تجاوز ما تبقى من بنود اتفاق السلام الشامل ومعالجة القضايا العالقة. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان بلادها ستبدأ عملية مراجعة لادراج اسم السودان في لائحة الدول الراعية للارهاب تمهيداً لرفعه، وقالت «طبقا للمحادثات الثنائية التي أجرتها الولاياتالمتحدة مع الحكومة السودانية، ونظرا لنجاح الاستفتاء في الجنوب، ستبدأ الولاياتالمتحدة عملية سحب السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب، والخطوة الأولى هي مراجعة هذا الادراج». واضافت كلينتون في بيان أن رفع اسم السودان من اللائحة «سيتم عندما يتمم جميع البنود المنصوص عليها في القانون الأميركي، بما في ذلك وقف دعم الارهاب الدولي خلال الأشهر الستة (التي تسبق عملية سحب الاسم)، وتقديم ضمانات بأنه لن يقدم مثل هذا الدعم مستقبلا وتطبيقه الكامل لاتفاقية السلام الشامل في 2005 بما في ذلك الوصول الى حل سياسي حول أبيي واجراءات ما بعد الاستفتاء». وعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة، لمناسبة اعلان هذه النتائج، تبادل فيها الوزراء الجنوبيون والشماليون كلمات الثناء والوداع وتعهدوا استمرار التعاون والتواصل والحفاظ على السلام، واكدوا تجاوزهم المرارات التي وقعت خلال مرحلة الحرب الاهلية واعتبروا تلك الفترة «صفحة طويت». وجدد البشير حرص «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم و»الحركة الشعبية لتحرير السودان»على استدامة السلام، وعبر عن رضاه التام على أداء مفوضية الاستفتاء التي أشرفت على العملية، وشكر الشعب السوداني الذى وصفه ب «المعلم» بإجرائه عملية الاستفتاء بسلاسة وشفافية ونزاهة أدهشت جميع المراقبين، كما شكر الدول الراعية لاتفاق السلام. وقال البشير: «نعلن اليوم أمام العالم كله أننا نقبل النتائج ونحترم خيار السودانيين الجنوبيين». وأضاف «أن نتائج الاستفتاء معروفة، لقد اختار جنوب السودان الانفصال، إلا أننا ملتزمون الحفاظ على الروابط بين الشمال والجنوب، وملتزمون الحفاظ على علاقات جيدة مبنية على التعاون». وجدد التزامه حماية الجنوبيين في الشمال والعمل على حل المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب قبل انشاء دولة جنوب السودان الجديدة في 9 تموز (يوليو) المقبل، وتابع: «ليس هناك شخص من الجنوب سيضار لحدوث الانفصال او قيام دولة جديدة في الجنوب». وحذر البشير من ان اي قرار في شأن مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها يجب ان يراعي حقوق قبيلة المسيرية العربية التي ترعى مواشيها في الجنوب. وقال «ان بروتوكول أبيي والتحكيم الدولي حددا حدود منطقة ابيي ولكنهما لم يحددا من يصوت في استفتاء أبيي، ونحن نؤمن بأن حق التصويت حق لكل مواطن وليس هناك مواطن درجة اولى وآخر درجة ثانية لانه يعيش متنقلا». واكد ان «اي حل لأبيي يستثني قبيلة المسيرية لن نقبله لان لهم حقا اصيلا في ارضهم ونريد حقوقهم الاصلية ثابتة وليس فقط الحق في المياه والرعي». اما سلفاكير فقال انه سيعمل مع الشمال لرفع العقوبات الاقتصادية الغربية وشطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، موضحا ان تسريع تسوية ازمة دارفور سيجنب البشير ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب ابادة وجرائم حرب في الاقليم. ورأى الزعيم الجنوبي ان مستقبل العلاقات بين شطري السودان في المرحلة المقبلة سيكون رهناً بمعالجة القضايا العالقة المرتبطة بالديون الخارجية والعملة والمياه والنفط والحدود والنزاع على منطقة ابيي. وسيعقد مجلس الأمن جلسة خاصة الخميس المقبل لمناقشة النتائج النهائية للإستفتاء، وسيقدم مبعوث الأممالمتحدة الى السودان هايلي منغريوس تقريرا الى المجلس في هذا الشان. واشاد منغريوس بالقيادة السياسية في السودان، مؤكداً دعم الأممالمتحدة لخيارات السلام في السودان.