تتعدد النماذج التعليمية التي تدرّس في كيبيك على المستويين الإبتدائي والمتوسط. وتتقاطع فيها أحدث الوسائل التكنولوجية المعاصرة كالتعليم من بُعد أو عبر الهاتف أو الجهاز اللوجي (أيباد) في الصف، أو التعليم الذي يزاوج المعرفة العلمية والأكاديمية تحت إشراف باحثين جامعيين، مع الأنماط التقليدية السائدة وما يتفرّع منها، كالتعليم المنزلي والتعليم في أحضان الطبيعة. وفي هذا الإطار، أطلق وزير التربية والتعليم في حكومة كيبيك سيبستيان بروكس مشروع «المدرسة المختبر» أو «المدرسة الملعب» كنموذج أول ل «مدرسة القرن ال21 في الشمال الأميركي وأجمل مدارس العالم تصميماً وتربوياً ورياضياً وبيئياً، إضافة إلى تقديمها مناخاً تعليمياً جديراً بهذا العصر». مواصفات مثالية تعتبر مدرسة Boisé de 7 iles الكيبيكية نموذجاً لهذا المشروع المثالي. فهي كما تقول مديرتها سيلفي روسي «صفوف بلا جدران تقرّب التلامذة من بيئتهم المدرسية والطبيعية. ومعلمون يصلون بسهولة إلى صفوفهم من دون معوقات. ويدخل التلامذة إلى صالة دائرية مصنوعة من الخشب الصلب في وسطها مكان للمعلم إلى جانبه لوح أسود يشرح عليه الدروس». وترى روسي أن السعادة تغمر التلامذة والأساتذة في هذا المشهد الطبيعي ويشعرون بارتياح كبير، إذ يفترش التلامذة الأرض أو يتمددون على الأعشاب الخضراء، أو يتخذون من الحجارة مقاعد لهم. فالدروس في أحضان الطبيعة وفق روسي «تسهّل التركيز الجسدي والعقلي خلافاً للتلامذة الذي يُحشرون في قاعات مغلقة». وفي هذا السياق يقول أستاذ الهندسة المدنية في جامعة لافال فرانسوا دوفو: «نحن نسير على خطى العصرنة في بناء مدرسة نموذجية لا نوافذ فيها ولا أجهزة تبريد. بل كل ما هو طبيعي، فالهواء نقي نظيف ولا أثر فيه للتلوّث، والسياج الذي يحيط بالمدرسة من الزهور والأعشاب بطريقة تحاكي الواحات الطبيعية». ويرى أن «الأسوار» التي تحيط المدرسة تساهم بتخفيف حالات الملل والضجر والتوتر، وتخلق بديلاً مفعماً بمشاعر الراحة والتأمل والحرية والمتعة بعيداً من الجدران الإسمنتية التي تجعل المكان أقرب إلى السجن منه إلى مؤسسة تعليمية. رؤية حديثة إنها رؤية جديدة للتعليم المعاصر، أو ما يسمّى «الصف الخارجي» أو «الصف في الملعب» أو «الصف المرن» الذي يتجاوز نطاق التعليم الأكاديمي إلى الحديث، فضلاً عن تصميمه التربوي كنموذج لخدمة التلامذة وذويهم. ففي نهاية الأسبوع مثلاً يزور الأهل أبناءهم، يأكلون ويلعبون معاً ويتنزهون بين الأشجار ويستلقون في أحضان الطبيعة ويتفسّحون داخل الملاعب الخضراء وفي الساحات الفسيحة التي لا وجود للإسمنت فيها، ويتعاونون على غرس الزهور والأشجار ويزاولون السباحة والألعاب والتمارين الرياضية، ويرطّبون أجسادهم برذاذ مياه النوافير المنتشرة في جوار المدرسة، والتي تتحوّل من إطارها التعليمي التقليدي إلى لقاء عائلي إجتماعي بيئي قلّ مثيله.