انتشرت أخيراً في كيبيك الكندية فضائح تربوية تجاوزت مفاعيلها الوسط التعليمي لتصبح قضية رأي عام استدعت تشكيل لجنة برلمانية لمتابعتها والنظر فيها. وكان وزير التربية والتعليم سيبستيان كروز دعا الى عقد جلسة حكومية استثنائية، للبحث في ما خلفته الفضيحة من تداعيات ونقاشات ومسؤوليات على مختلف المستويات. أما القضية، فهي تزوير للنتائج المدرسية ورفع معدل علامات طلاب لا يستحقونها من جانب أشخاص يعملون في الوسط التعليمي. وأعلن الناطق الرسمي بلسان المعارضة الكسندر كلوتييه أن لديه شهوداً من المعلمين يؤكدون أن نتائج مدرسية كثيرة تعرضت للتزوير وأوصلت الطلاب الراسبين الى درجة النجاح الرسمية، بعد التلاعب في معدلات علاماتهم المدرسية. ويؤكد كلوتييه أن «بعض المدارس يضع علامة صفر لتلميذ رفض تقديم عمل مطلوب منه أو تخلف عن تقديم الامتحان. هذا التلميذ عليه أن يقدم 4 واجبات مدرسية ولكن لم يؤد سوى واحد منها ونال عليه تقدير 90 من 100 وصفراً عن الواجبات التي تغيب عنها». فمن الطبيعي، يتابع كلوتييه «أن تقسم العلامة على أربعة في حين ان العلامة التي وضعت على شهادته بقيت على حالها السابق أي 90 من 100». ونشر «اتحاد المعلمين المستقل «استطلاعاً شمل 630 معلماً وأظهر أن معلماً واحداً من اثنين رأى أن العلامة التي وضعها على النتائج المدرسية لبعض الطلاب، خضعت للتصحيح والزيادة الى معدل أعلى من دون موافقته أو علم منه». ولفت الاتحاد الى أن 20 في المئة من المعلمين أعلنوا انهم خضعوا لضغوط من أجل أن يغيروا بأيديهم بعض العلامات المدونة في النتائج المدرسية من أجل إعطاء حظ أوفر لنجاح الطالب في المدرسة أو لتحسين معدل نجاحه الرسمي. وتعلق رئيسة الاتحاد سيلفان ماليت على هذا التلاعب الذي تصفه بأنه «ظاهرة خطيرة وشاذة في النظام التعليمي» بقولها: «إذا كان تقويم الأساتذة والعلامات التي يضعونها على شهادات الطلاب لا قيمة لهما، فلندع المعلمين يعبرون عن هذه التجاوزات بصراحة أمام الرأي العام». وتابعت: «باسم النجاح ولو بأي ثمن، يتجرأ شخص على تغيير علامات المعلم فهذا أمر شنيع أخلاقياً ومهنياً وتربوياً». وكشفت «أن هذا التزوير قام به أشخاص مخولون الاطلاع على شهادات الطلاب ونتائجهم المدرسية أمثال مديري المدارس وموظفي اللجان المدرسية ووزارة التربية والتعليم». وأكملت حديثها باستهزاء: «حتماً ليس حاجب المدرسة أو الخدم من قاموا بعملية الغش والتزوير» ولفتت ماليت الى انه «من الجنون أن نصل الى هذا الدرك من الممارسات المستهجنة التي تنبع من ذهنيات متخلفة مفادها أن الطالب ينبغي ألا يفشل في الامتحان أو أن ينال علامة متدنية». يقول الناطق بلسان الحزب الكيبيكي جان فرانسوا روبرج إن «من الصعب الإعلان عن الشهود، فهناك حالة صمت تلف القضية وهذا مؤشر خطر. فالناس الذين يكتبون لنا هم آباء ومتطوعون ومديرون ومعلمون وجميعهم يتعرضون للترهيب». كذلك تلفت نقابة المعلمين التي تضم 34 الفاً الى انها تتلقى منذ سنوات عديدة شكاوى حول ما يجرى في المدارس من تلاعب وغش وتزوير للعلامات بغية رفع نسبة النجاح فيها. وهذا ما أكدته في تقرير أرسلته أخيراً الى اللجان المدرسية الكيبيكية وفيه ان المعلمين يتلقون صغوطاً ويطلب اليهم رفع علامات الطلاب وإيصالهم الى عتبة النجاح. وتعلق الناطقة بلسان النقابة كلود غوميت قائلة: «تزوير النتائج المدرسية قد يؤدي الى نجاح الطالب ولكننا في الوقت نفسه نساهم عن سابق تصور وتصميم في تدمير نظامنا التعليمي».