هاجمت زعيمة المعارضة البرلمانية في إسرائيل تسيبي ليفني أمس الحكومة برئاسة بنيامين نتانياهو بسبب عجزها عن «اتخاذ قرارات مصيرية» واتهمته بالتسبب في توقف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية، فيما اتهمت وزارة الإعلام الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية بأنها تهدف الى «تطهير عرقي» من وراء الخطط الاستيطانية في حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة. وقالت ليفني خلال كلمة ألقتها في مؤتمر هرتسليا الحادي عشر المنعقد تحت عنوان «ميزان المناعة القومية الإسرائيلية» إن الأيام الأخيرة «تبث الانطباع بنشوء وضع من عدم اليقين إلى درجة إثارة المخاوف في قلوب الإسرائيليين حيال سلوك الحكومة في مختلف القضايا، وعجزها عن اتخاذ القرار الصائب». وقدمت مثالاً على ذلك ما حصل في شأن تعيين قائد جديد للجيش ثم إلغاء القرار وتعيين قائد جديد «ما يؤشر إلى ان الاعتبارات التي ترشد متخذي القرار ليست سليمة حتى في مسائل تبدو سهلة». وأضافت أن الإسرائيليين لا يستحقون مثل هذه الحكومة. واتهمت ليفني رئيس الحكومة بالتسبب في توقف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية، وقالت إنها أجرت (كوزيرة للخارجية في الحكومة السابقة) مفاوضات مع السلطة لتسعة أشهر «ولم تنته العملية بالوفاة، لكنها لم تستنفد بسبب تبكير الانتخابات العامة»، مشيرة الى أنه كان يفترض بالحكومة الجديدة أن تواصل هذه المفاوضات «ويجب مواصلتها، فهذا النزاع قابل للحل». وأضافت ليفني ان الفلسطينيين قبلوا بمبدأ الدولة المنزوعة السلاح، معتبرة ان «إنهاء الصراع مسألة مصيرية لأنه لا يؤثر فقط في العلاقات بيننا وبينهم، إذ علينا أن ننتبه إلى حقيقة أن الدولتين اللتين تتعزز قوتهما في المنطقة ليستا عربيتين (في إشارة إلى ايران وتركيا)». وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز دعا مساء أول من أمس في المؤتمر ذاته الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية إلى العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات، وقال إن «التاريخ فقد صبره ويعدو بسرعة فائقة، وإما أن نعدو معه أو ندعه يسير من دوننا». في غضون ذلك بحثت «لجنة التنظيم والبناء» التابعة للبلدية الإسرائيلية في القدسالمحتلة أمس طلباً لإقامة مبنيين جديدين يشملان 13 وحدة سكنية جديدة لليهود في حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة. وتقف وراء المخطط الجمعيات الاستيطانية الناشطة منذ سنوات لتهويد المدينة العربية التي سبق لها أن نجحت في احتلال ثلاثة منازل فلسطينية في الحي. ويعني إقرار اللجنة المخطط هدم منزلين تعيش فيهما عائلات فلسطينية وترحيلها. كما بحثت اللجنة طلباً بشق طريق جديد إلى المبنيين الجديدين من جهة مستوطنة «هار حوماه» (جبل أبو غنيم). واتهمت وزارة الإعلام الفلسطينية (أ ف ب) الحكومة الاسرائيلية بأنها تهدف الى «تطهير عرقي» من وراء الخطط الاستيطانية في حي الشيخ جراح. وأضافت الوزارة في بيان ان «الخطط الاحتلالية المزمع المصادقة عليها تعبر عن مضي الاحتلال في تطهير عرقي علني لاقتلاع البشر وطمس التاريخ وصبغه بسياسة الأمر الواقع والهروب إلى الأمام من أي استحقاق سياسي». وحذرت من «الخطورة البالغة في اعلان بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة إقامة مبنيين استيطانيين يشتملان على 13 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح لمصلحة جماعات يهودية متطرفة تحتل حالياً 4 منازل فيه». وأضافت الوزارة «ان ما تنفذه وتخططه وتقره دوائر الاحتلال في زهرة المدائن، وعلى رغم اختلاف توقيته وآليات الإعلان عنه، يصب كله في خدمة النيات الاستيطانية لتهويد القدس وشطب الوجود الفلسطيني فيها». وأكدت الوزارة «ان قوى التطرف التي تسعى الى وضع يدها على سائر البيوت الفلسطينية المتبقية بدعوى ملكيتها للأرض المقامة عليها هذه المنازل، ليست الا ذريعة وتزويراً وطمساً لكل الحقائق». ودعت الى «انقاذ القدس وحماية أهلها وتاريخها بإجراءات ملموسة وليس ببيانات رئاسية لا تقدم ولا تؤخر». كما توجهت الوزارة «الى مجلس الامن خصوصاً لاتخاذ تدابير عاجلة تفرض على الاحتلال الكف عن التلاعب بالشرعية الدولية والتوقف عن فرض سياسات الإملاء وفرض الامر الواقع في ارض محتلة ينبغي ان تحميها القوانين الدولية وتساندها الشرعية الاممية للخلاص وتصفية الاستعمار». وأوضحت ان «قراءة عاجلة لخطة ما تسمى بلدية الاحتلال، ستعني طرد عدد من العائلات الفلسطينية (...) من اجل بدء أعمال البناء، وصولاً لإقرارها هدم مبنيين في الجزء الغربي من الحي وبناء اثنين من المباني الجديدة لليهود المتطرفين». واعتبرت «أن هذه الخطط لمصادرة المزيد من أراضي المواطنين جنوبالقدسالمحتلة، وفتح طريق للوصول الى مستوطنة جبل ابو غنيم هي رد عملي على اعلان الرباعية الدولية الأخير». وكانت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط اكدت السبت في ألمانيا «وجوب» استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين المتعثرة منذ ايلول (سبتمبر) بالنظر الى الأزمة التي تشهدها مصر والمنطقة.