أعادت مراسم جنازة رئيس الحكومة الجزائري السابق، رضا مالك، كل التحليلات حول علاقة مؤسسة الرئاسة برجل الأعمال علي حداد إلى نقطة الصفر، إذ ظهر الأخير خلال مراسم الجنازة قرب السعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر للرئيس، يتبادلان الحديث قبل أن يغادرا معاً في سيارة واحدة، بينما بدا رئيس الحكومة عبد المجيد تبون عابس الوجه بسبب ما كان يُجرى. وأظهرت جنازة رئيس الحكومة السابق، معطيات جديدة تلغي تخمينات أن رئاسة الجمهورية نفضت يديها من حداد وحليفه الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، إذ رافق الرجلان السعيد بوتفليقة، وتبادلا معه الحديث لفترة طويلة، قبل أن يغادر السعيد وحداد «مقبرة العالية» في سيارة واحدة. وكان حداد هدفاً لحملة مركّزة شنها تبون بدعوى «فصل المال عن السياسة». ووقف حداد على يسار السعيد بوتفليقة بينما وقف سيدي السعيد على يمينه، ثم بادلاه حديثاً بدا جدياً، ويُعتقد أنه حول علاقتهما بالحكومة. وحصل كل ذلك تحت نظر تبون الذي كان واقفاً قرب رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز مستشار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وكان تبون عقد أول من أمس، اجتماعاً تحضيرياً للقاء «الثلاثية» التي تضم كلاً من الحكومة، الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل. وتلا خطاباً «مهادناً» إزاء شركاء الحكومة لاسيما اتحاد العمال، قبل أن يعلن موعد عقد «الثلاثية» في أيلول (سبتمبر) المقبل في محافظة غرداية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش قتل 6 مسلحين متشددين أمس، غرب العاصمة حيث اكتشفت قوات الأمن خلية لتنظيم «داعش». وأضافت الوزارة في بيان أنه تم ضبط 5 بنادق كلاشنيكوف وذخيرة خلال العملية قرب بلدة قوراية في ولاية تيبازة. وأوضحت الوزارة إن متشددَين من عناصر تلك الخلية، قتلهما الجيش في العملية التي بدأت الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك عدد القتلى الإجمالي في صفوف الإرهابيين إلى 8. وكانت وسائل إعلام محلية ومصادر قالت الأسبوع الماضي إن قوات الأمن ضبطت خلية ل «داعش» في ولاية تيبازة يقودها قيادي سابق في تنظيم القاعدة أُدين في فرنسا منذ أكثر من 10 سنوات بالتخطيط لمحاولة تفجير في مدينة ستراسبورغ.