حسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الجدال في شأن مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة تلعفر التي يتم الاستعداد لها حالياً، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية العراقية جميعها، بما فيها الحشدان الشعبي والعشائري، ستشارك في المعركة. وأكد العبادي في كلمة خلال احتفالية شبابية في بغداد أمس «وضع خطة لتحرير تلعفر بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي والعشائري»، قائلاً: «نريد إعمار جميع المحافظات، لأن البلد بأجمعه عانى نتيجة الحرب ضد الإرهاب». وأضاف أن هناك «حاجة إلى طبقة سياسية وطنية مثيلة لقادة الجيش في تسابقهم نحو هزيمة داعش»، مشيراً إلى أن «دول العالم شاركت العراق ودعمته في الحرب على الإرهاب، لأنها وجدت فيه عزيمة حقيقية لمقاتلة داعش». وتبدي دول مجاورة وسياسيون عراقيون سنّة، تحفظات كبيرة عن مشاركة «الحشد الشعبي» الشيعي في معركة تلعفر، خشية ارتكاب انتهاكات ذات صبغة طائفية، نظراً إلى أن سكان المدينة خليط من التركمان السنّة والشيعة، إضافة إلى مكوّنات عرقية وطائفية أخرى. وقال العبادي أن «تجار الحروب لا يريدون تحقيق الانتصار على داعش، لأن السلم يحرمهم الاستمرار في تجارتهم»، مشيراً إلى أن «ابن الجنوب حقق الوحدة بين العراقيين، لأنه تجاوز التناقضات الطائفية والإثنية، وضحى بنفسه لتحرير منطقة أخرى». في غضون ذلك، واصلت الفصائل المنضوية في «الحشد الشعبي» عملياتها العسكرية في محيط تلعفر وجنوب الموصل، وأعلن فصيل «قوات وعد الله» أمس قتل 14 «إرهابياً» بقصف لصواريخ الهاون على مضافة لتنظيم «داعش». وذكر الإعلام الحربي للحشد في بيان أن «قوات وعد الله اللواء 33 في الحشد الشعبي تمكّنت خلال استهداف مضافة يتحصن فيها إرهابيو داعش، من قتل 14 إرهابياً بصواريخ الهاون، وحرق عجلتين ودراجة نارية قي قرية أسلمة جنوب غربي صحراء نينوى». وأردف أن «العملية تمت بإسناد بطارية هاون بالتعاون مع مدفعية الحشد الشعبي». كما أعلنت القوات الأميركية أمس أن مروحياتها نفذت ضربات جوية أعقبها إنزال على أنفاق لتنظيم «داعش» جنوب مدينة الموصل. وأوضحت أن المروحيات قصفت أنفاقاً قرب قرية المغر شمال ناحية الشورة جنوب الموصل، ونفذت إنزالاً جوياً وقتلت ثلاثة متسللين من «داعش» فجر اليوم (أمس) كانوا يحاولون التسلل عبر أنفاق من تحت العيون والمياه الجوفية. إلى ذلك، أفادت استخبارات شرطة نينوى أمس باعتقال عدد آخر من المحامين بمحافظة نينوى بتهمة التعاون مع عناصر «داعش» في الموصل ومساعدته في «عملياته الإرهابية». وقال النقيب أحمد العبيدي أن «جهاز استخبارات شرطة نينوى اعتقل سبعة محامين يعملون في محاكم الاستئناف والجنايات كانوا تعاونوا مع داعش وقدموا له المساعدة في العمليات الإرهابية، خصوصاً تقديم معلومات عن المواطنين الأبرياء المعارضين وغير المتعاونين مع التنظيم». وأوضح أن «القوات اقتادت المحامين إلى مقر استخبارات نينوى للتحقيق معهم حول تورطهم في جرائم داعش، ومساعدتهم التنظيم على اعتقال موطنين أبرياء وقتلهم خلال سيطرة التنظيم على الموصل». وكانت استخبارات شرطة نينوى اعتقلت الأسبوع الماضي ثمانية محامين آخرين بالتهم نفسها.