تحوّلت صحراء متنزه القصيم الوطني إلى مدينة موقتة تعج بالمخيمات، ويخيل للناظر إليها ليلاً عن بعد أنها مدينة ثابتة لكثرة أنوارها المضاءة بألوانها المختلفة. آلاف المخيمات المنتشرة بين الكثبان الرملية للمتنزه الواقع إلى شرق مدينة بريدة باتت متنفساًَ لكثير من المواطنين الذين قصدوها سواءً بعائلاتهم أو من دونها لأجل قضاء وقت ممتع داخل أحد المخيمات التي يملكونها أو يستأجرونها أحياناً، وبات لافتاً ارتفاع الإقبال على المخيمات منذ نهاية الأسبوع الماضي الذي صادف إجازة منتصف العام الدراسي، كما ساهم قربها من بعض المدن والمحافظات في ذلك الإقبال الذي يلفه الطقس الشتوي الذي تشهده منطقة القصيم، الأمر الذي دعا بعض العائلات إلى نقل اجتماعاتها الأسبوعية إلى أحد تلك المخيمات وحجزه طيلة يوم كامل تقضي فيه أوقاتها بين التواصل والترفيه، خصوصاً أن بعضهم قدم من مناطق بعيدة مستغلين الإجازة في التواصل وزيارة الأهل والأصدقاء. وجرت العادة أن تتفق العائلات في ما بينها على تقسيم الأدوار والمهام في إعداد المأكولات والوجبات الرئيسية والمشروبات بعيداً عن المطاعم إن أمكن، إضافة إلى توفير القهوة والشاي وما إلى ذلك وكل ما تتطلبه الرحلة من مستلزمات تسهم في إنجاح «الكشتة»، إلى ذلك يفضل البعض إقامة مناسباتهم في المخيمات في مثل هذه الأجواء. وفي الوقت الذي تزدحم فيه المتنزهات البرية القريبة من المدن عادة، يلجأ مواطنون إلى الهروب بعيداً للتخييم في صحراء هادئة، بعيدة عن حركة المركبات والدراجات النارية وهدير مولدات الكهرباء، وقد تفسد متعة التنزه والاستمتاع في التخييم في هذه الصحراء نتيجة لهذا الضجيج وتقارب المخيمات من بعضها، ما يمكنهم من الاستمتاع بجو صحراوي خلاب، خصوصاً في مثل هذه الأيام أو أيام الربيع التي تليها.