«ما المشكلة؟ مثل أوروبا!»... غالباً ما تتردد هذه العبارة في أي نقاش بين السعوديين عن القرار المرتقب بإغلاق المحال التجارية عند الساعة التاسعة مساء، ونادراً ما تجد رداً يفندها، خصوصاً أن «عقدة الصواب الغربية» في ما يختص بالقوانين تحديداً تلعب دوراً كبيراً. لكن المبررين بالاحتذاء بأوروبا، لم يفطنوا إلى العوامل المجتمعية والاقتصادية والمناخية المختلفة عن نظيراتها في المملكة، بدءاً من كلفة الطاقة الباهظة في معظم الدول الأوروبية، والتناقض المناخي بين الحالتين، فضلاً عن اختلاف السلوكيات والاهتمامات المجتمعية. وبعيداً عن المقارنة، لا يمكن تجاهل العادات السعودية وبعضها قديم وآخر عصري، ففي جدة مثلاً ارتبط السهر بعروس البحر الأحمر وسكانها رباطاً يضرب به المثل، وفي العاصمة الرياض لا يتضح الأفق في الشوارع إلا بعد منتصف الليل. انطباعات استباقية لمواطنين ومواطنات تعرضها «الحياة» في الحلقة الثانية من تحقيق ترصد فيه مدى التأثير والتغيير المتوقع على المجتمع السعودي في حال إقرار قانون «التاسعة مساء». وعند الانتقال من المدن الكبرى إلى المحافظات الصغيرة والقرى، فإن القرار على ما يبدو لن يؤثر في حياة الناس هناك، إذ تخلو الشوارع وتغلق غالبية المحال في وقت باكر، ربما لا يصل في كثير من الأحيان إلى «التاسعة مساء».