أكدت هيئة الطيران المدني السعودية أن الحجاج القطريين لن يستطيعوا الوصول إلى الأراضي السعودية عبر الطائرات الخاصة، وإنما عبر الشركات التجارية التي يتفق عليها، في ظل استمرار السعودية والإمارات ومصر والبحرين، منع قطر وخطوطها من التحليق في الأجواء السعودية، وذلك رداً على دعمها للإرهاب وعناصره. وقال المتحدث باسم هيئة الطيران المدني عبدالله الخريف ل«الحياة»: «بإمكان الحجاج القطريين أو المقيمين في قطر ولديهم تصريح للحج أن يصلوا إلى الأراضي السعودية للحج، وفق اشتراطات حددتها الهيئة العامة للطيران المدني». وأضاف الخريف: «بإمكانهم الوصول إلى المملكة عبر شركات الطيران التجاري التي تختارها السلطات القطرية، التي توافق عليها الهيئة باستثناء الخطوط القطرية، ولذلك لا يمكن قبول الطيران الخاص فلا بد من شركة طيران تجارية»، وكانت الخطوط القطرية أعلنت إغلاق مكاتبها في الدول الأربع عبر بيان رسمي أعلنته. وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان لها أنها ملتزمة بقرارها الصادر منع شركات الطيران القطرية كافة والطائرات المسجلة في دولة قطر من الهبوط في مطارات المملكة أو العبور في أجوائها السيادية، وأشار البيان إلى أن القرار لا يشمل شركات الطيران والطائرات غير المسجلة بالمملكة أو دولة قطر والراغبة في عبور أجواء المملكة من وإلى دولة قطر. وبين البيان أنه في ما يخص عبور الطائرات الخاصة والرحلات العارضة لأجواء المملكة العربية السعودية من وإلى دولة قطر، فيتعين على الطائرات الخاصة والرحلات العارضة غير القطرية تقديم طلب مسبق للجهة المعنية في الهيئة العامة للطيران المدني، بما لا يقل عن 24 ساعة، متضمناً قائمة بأسماء وجنسيات ملاحي وركاب الطائرة، وكذلك بياناً يوضح الشحنة التي تحملها الطائرة. وأشارت الهيئة في بيانها، إلى أنها ستمارس حقها في فرض المزيد من الإجراءات من شأنها ضمان أمن وسلامة أجوائها السيادية من أي تهديد أو مخاطر وفقاً للقوانين والاتفاقات التي تنظم حركة الملاحة الجوية فوق أجوائها. وكانت وكالة «بلومبرج» ذكرت أن شركة الخطوط الجوية القطرية باتت تجد صعوبات متنامية في المحافظة على معدلات إشغال مقبولة على متن طائراتها، الأمر الذي يضطرها إلى إلغاء عشرات الرحلات، بعد قطيعة أربع دول عربية ومنعها من استخدام مجالاتها الجوية. وذكرت الوكالة أن عدد الرحلات التي توقفت من عواصم المقاطعة الأربع (الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة)، بلغت نحو 128 رحلة يومياً. وتمخضت القطيعة عن منع الشركة من دخول المجال الجوي للدول الأربع مطلع حزيران (يونيو) الماضي، بسبب تورط الحكومة القطرية في دعم وتمويل الإرهاب، وقد اضطرت «القطرية» إلى إلغاء رحلاتها اليومية، وحولت مسارات جوية أخرى ورحلات إلى مناطق أخرى في المنطقة، وهذا يعني زيادة في كلفة الوقود والأعباء التشغيلية، إذ باتت الرحلة من الخرطوم إلى الدوحة، على سبيل المثال، تستغرق الآن ست ساعات، أي ضعف الوقت الذي كانت تستغرقه الرحلات قبل بدء المقاطعة وإغلاق الأجواء العربية في الإمارات والسعودية ومصر والبحرين أمام الناقلات القطرية. وتواجه «القطرية» التي حققت أرباحاً بقيمة 538.7 مليون دولار خلال السنة المالية المنتهية في 31 آذار (مارس)، شبح السقوط في فخ الخسائر خلال الأشهر المقبلة، مع تأثر النتائج بالتراجع الكبير في معدلات الإشغال على طائراتها، وتوقف الكثير من الرحلات، ولا سيما أن دول المقاطعة كانت تستحوذ على نحو 25 في المئة من إجمالي وجهات الناقلة، والتي لا يمكنها توفير محطات ووجهات بديلة، لضمان تشغيل كامل أسطول طائراتها بطريقة اقتصادية، وضمان أعلى العائدات التشغيلية، ونسب الإشغال العالية على متن الرحلات. إلى ذلك، أكد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أن قطر وضعت نفسها «في صف الإرهاب، وأنها سعت إلى تدمير ليبيا وتقف خلف خرابها». ورد حفتر على سؤال، في حوار مع قناة «فرانس 24» عما إذا كان يشاطر رئيس المجلس الرئاسي الليبي في الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة الخليجية، بالقول: «لا لا لا نحن لسنا على مسافة واحدة مع قطر. نحن أبعد من المريخ عن قطر». وشدد قائد الجيش الوطني الليبي على أنه «لا يمكن أن تكون لدينا علاقة مع قطر أبداً، ما دامت على هذا النهج». وتابع: «نحن لا نريد فقدان أحد من الدول العربية، ونحن لم نتمنَ أن تقف قطر هذا الموقف المعادي لليبيا بدون سبب، وأن تستخدم كأداة لتخريب هذا البلد الآمن. وكل المشكلات التي حصلت في ليبيا كانت وراءها قطر، وما كنا نتمنى أن نراها في هذا الموقع، الذي قد يجرها لما هو أسوأ مما هي عليه الآن».