«أين وائل غنيم؟». «كلنا وائل غنيم». «ساعدنا في العثور على وائل غنيم». كلها تجمعات شبابية انتشرت على موقع «فيسبوك»، أحدها يتساءل عن مكانه والآخر يتضامن معه وبعضها يبحث عنه، ما أعاد إلى الأذهان موجة التضامن مع الشاب السكندري خالد سعيد الذي قُتل بأيدي عنصرين من الشرطة، وكان غنيم أحد محركيها. وأثار اختفاء غنيم منذ الجمعة الماضي، وهو أيضاً مدير تسويق شركة «غوغل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غضب زملائه من المحتجين في ميدان التحرير، حتى أن كشف مصيره وضع على رأس شروط الحوار مع السلطة، فيما أعلن بعضهم تفويضه، ليكون على رأس لجنة يتم تشكيلها، للتحاور مع من يريد إجراء مفاوضات مع الشباب الغاضب، في محاولة منهم على ما يبدو للضغط على الأجهزة الأمنية لمعرفة مصيره. وكان لغنيم دور أساس في تأسيس مجموعة أطلقت على نفسها اسم «كلنا خالد سعيد» عبر «فيسبوك»، وهي إحدى أبرز المجموعات الداعية إلى التظاهرات. وقبل أيام، بث موقع «يوتيوب» تسجيلاً يظهر اعتقال غنيم بأيدي عناصر من الأمن بملابس مدنية. وتظهر اللقطات التي انتشرت على نطاق واسع اعتقال شاب من وسط المتظاهرين بعد تقدم عدد من رجال الأمن منه بلباس مدني وانقضاضهم عليه واقتياده إلى جهة غير معروفة. غير أن شقيقه حازم غنيم نفى أن يكون الشاب الذي يظهر في هذه اللقطات هو وائل. وقال ل «الحياة» إن شقيقه «اختفى في ظروف غامضة منذ خروجه من منزله صباح الجمعة الماضي للمشاركة في جمعة الغضب». ولفت إلى أن عائلته استفسرت عن مكان وجوده «في المستشفيات والمشارح لكنها لم تعثر عليه». وأضاف: «رأينا مثل غيرنا لقطات مصورة تم نشرها على موقع يوتيوب توضح اعتقاله، لكن لم يتسن لنا التأكد من صحتها»، مشيراً إلى أن «عدداً من زملائه أكدوا لنا وجوده في تظاهرات جمعة الغضب». وطلبت مجموعة «غوغل» الثلثاء الماضي من المصريين المساعدة في العثور على غنيم. وقال ناطق باسم المجموعة: «فقد وائل غنيم في مصر... ولم يشاهد منذ وقت متقدم من مساء الخميس»، مؤكداًً أن «أمن موظفينا مهم جداً بالنسبة إلى غوغل، وإن كانت في حوزة أي مصري معلومات، فليبلغنا بها». ولم يخفِ غنيم على صفحته على موقع «فيسبوك» إعجابه بشخصية المعارض البارز الدكتور محمد البرادعي، وهو أبدى اهتماماً بالتظاهرات المتصاعدة في مصر للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك وكان نشر تعليقات على الأحداث في رسائل على موقع «تويتر» قبل أن تقطع السلطة خدمات الإنترنت في مصر. وأكد في رسالة قصيرة قبل اليوم الأول لانطلاق التظاهرات أنه يعتزم المشاركة فيها «للاحتجاج على الأوضاع في مصر».