الكورتيزون هرمون تصنعه الغدة الكظرية الواقعة فوق الكلية، وهو يقوم بثلاثة أفعال أساسية: فعل مضاد للإلتهاب من خلال تأثيره في الخلايا الضالعة في العمليات الإلتهابية. وفعل يؤثر في العمليات الاستقلابية في الجسم، خصوصاً تلك التي تجري في الكبد والعضلات والأنسجة الشحمية. وفعل مؤثر في أملاح الجسم، اذ يرفع مستوى الصوديوم ويعمل على حبس السوائل في الجسم. وبناء على الأفعال المذكورة فإن الكورتيزون يستخدم لأهداف علاجية عدة، من هنا يطلق عليه بعضهم اسم العلاج السحري، لأنه يقاوم الالتهاب، ويردع الألم، ويعرقل تكاثر الخلايا السرطانية او شبه السرطانية، ويكبح جهاز المناعة، من هنا الاستعانة به لمعالجة الأمراض ذات المنشأ المناعي، مثل داء الذئبة ومرض الصدفية وداء التصلب اللويحي وغيرها. ويفيد الكورتيزون في علاج مرض الربو وفي مداواة الكثير من الأمراض الجلدية. وعلى رغم المزايا السحرية التي يتمتع بها الكورتيزون فإنه يمكن أن يتسبب في الكثير من الآثار الجانبية التي تكون حاضرة أكثر كلما طالت فترة المعالجة به أو اذا استعمل في شكل سيئ. ومن هذه الآثار الجانبية المياه البيضاء في العين، وارتفاع ضغط العين، وزيادة مستوى السكر في الدم، وارتفاع أرقام ضغط الدم، وفرط الكوليسترول، وانتفاخ الوجه، وتكدس الدهن في الرقبة والأرداف، وضعف جهاز المناعة، والقرحة الهضمية، واحتباس السوائل في الجسم، وداء الهشاشة العظمية. إن عقار الكورتيزون يجب أن يستخدم تحت إشراف طبي صارم، لكن هناك من يستعمله من دون مشورة طبية فلا يحصد في النهاية سوى الندم. فهرمون الكورتيزون يملك حسنات وسيئات يجب أخذها في الاعتبار عند تحرير الوصفة، فعندما تكون الحسنات تعلو على السيئات فمرحباً به، أما اذا طغت السيئات على الحسنات فهنا يجب أن يحسب له ألف حساب.