قال سفير السعودية لدى روسيا عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي أمس، إن قطر تحاول «الظهور بمظهر الضحية» من خلال المطالبة بتعويضات مالية جراء المقاطعة المفروضة عليها من دول عربية وإسلامية عدة على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مضيفاً أن تلك الدول «ليست في حرب مع قطر، بل مع الإرهاب والتطرف». وأكد الرسي في تصريح مع وكالة «سبوتنيك» الروسية أن الأزمة «تكمن في قطر» التي قال إنه سبق لها الموافقة على خطوات ثم امتنعت عن تنفيذها. وأضاف: «الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ليست في حرب مع قطر، وإنما حربها ضد الإرهاب والتطرف، وما يُطلب من قطر هو نفسه المطلوب من جميع دول العالم وفق القانون الدولي بالتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين، ووقف قناتها التلفزيونية الجزيرة بالتحريض على الإرهاب واستضافة الإرهابيين والترويج لهم». ورد السفير السعودي على سؤال حول إمكان فوز قطر بتعويضات مالية جراء المقاطعة الاقتصادية لها بالقول: «محاولة الدوحة الظهور بمظهر الضحية لا يعدو كونه محاولة للالتفاف على المطالب التي تتمحور على معالجة ووقف دعم الجماعات الإرهابية، وهذا أسلوب قطر الذي اعتمدته طوال السنوات الماضية وأوصلها لما فيه الآن». وأضاف: «إذا أرادت قطر العودة إلى محيطها الخليجي، عليها تنفيذ المطالب والالتزامات السابقة، والتوقف عن محاولاتها البائسة لصرف الأنظار عن جوهر المشكلة». من جهته، رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن ما وصفه ب«مظلومية التصريحات القطرية مهذلة»، معتبراً أن خطاب الدوحة «مكابر وعالي الصوت». وقال قرقاش في سلسلة من التغريدات: «مظلومية التصريحات القطرية مذهلة، وتحمل المسؤولية عن السلوك غائب تماماً، وكأن الدول الأربع اتخذت إجراءاتها لأن المنطقة بحاجة لمزيد من التوتر». وأضاف: «بقدرة قادر أصبحت مكافحة الإرهاب والسيادة وعدم التدخل أولويات قطرية، كم نوّد أن نصدق الطرح الإعلامي الجديد ولكن السجل ماثل أمامنا بكل مأسوية». وأضاف: «الخروج من الأزمة يعرقله عدم الإقرار بضررك على جيرانك، وغياب الموضوعية يقود لتعقيد الأزمة في دهاليز الشكاوى، طريق مظلم لن يؤدي إلى نتيجة»، وتابع: «الخطاب القطري الحالي مكابر وعالي الصوت، ويفتقد النفس الخليجي التقليدي، خطاب يفتقد الصراحة مع ماضيه وممارسته، بل يريد أن يفرض تسويته بشروطه». وكتب قرقاش على تويتر يقول إن من الضروري النظر في ما هو أبعد من «الأزمة» والتفكير فيها باعتبارها «شكلاً جديداً للعلاقات في الخليج يحل محل العلاقات القديمة»، وأضاف أن الوضع الحالي سيستمر. وتابع يقول: «علينا أن نمضي من دون قطر» التي وصفها بأنها «تروج لسياسات وقيم لا تمارسها». وقالت قطر أمس الأربعاء إن قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بإضافة 18 شخصاً وكياناً ترى أنهم على صلات بها إلى قوائم الإرهاب «مفاجأة للآمال». وأدرجت السعودية ومصر والإمارات والبحرين تسعة كيانات أخرى تعمل في اليمن وليبيا وتسعة أشخاص يحملون جنسيات عربية على القائمة السوداء وقالت إنهم جميعاً على صلة بقطر. وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني في بيان نقلته «رويترز» إن القائمة الجديدة «تأتي كمفاجأة مخيبة للآمال بأن دول المقاطعة لا تزال تواصل هذه القصة في إطار حملتها لتشويه قطر». وقال الشيخ سيف إن قطر تراجع باستمرار قوانينها المتعلقة بمكافحة الإرهاب لتظل في صدارة المعركة ضد التطرف وتمويل الإرهاب». ... والإمارات تستبدل شحنات نفط قطرية بأخرى أميركية قال مصدران مطلعان إن الإمارات العربية المتحدة «ستستورد أول شحنة نفط من الولاياتالمتحدة إذ يسعى البلد العضو في أوبك لإيجاد بدائل لواردات المكثفات القطرية بعد الأزمة الديبلوماسية». وأوقفت الإمارات واردات المكثفات من قطر بعدما قطعت هي والسعودية ومصر والبحرين العلاقات الديبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة إثر اتهامها بدعم الإرهاب. وقال المصدران الأربعاء إن أدنوك اشترت شحنة مكثفات أميركية عبر مناقصة على أن تصل في أيلول (سبتمبر). وقال أحد المصدرين إن حجم الشحنة غير معروف لكنها ستصل في ناقلة عملاقة يمكن أن تحمل ما يصل إلى مليوني برميل. وقالت مصادر تجارية إن أدنوك لديها خيارات محدودة في استيراد بدائل المكثفات إذ أدى الطلب القوي على النفط الخفيف جداً في كوريا الجنوبية وإندونيسيا إلى قلة الإمدادات في آسيا. وأجبر ذلك شركة النفط الحكومية على البحث عن إمدادات من مناطق أخرى من بينها مكثفات الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر تجارية في وقت سابق إن أدنوك كانت تستورد ما بين مليون و1.5 مليون برميل من المكثفات القطرية شهرياً في إطار اتفاق مع قطر للبترول. والمكثفات منتج ثانوي لإنتاج الغاز الطبيعي والنفط ويعالج في وحدات التكرير لإنتاج النفتا بشكل أساسي وهي مادة بتروكيماوية خام. وأشارت مصادر تجارية إلى أن أدنوك اشترت مكثفات من السعودية لتحل محل الواردات القطرية. غير أن حجم إنتاج هذا النفط البديل صغير ويستهلك محلياً عادة.