أبدى عشرات المخالفين الراغبين في الترحيل إلى بلادهم تحت «كوبري العصارات» في شارع الخزان وسط الرياض أول من أمس، تذمرهم مطالبين المديرية العامة للجوازات بوضع موظفين إضافيين للتسريع في إجراءات ترحيلهم قبل أن تنقضي المهلة التي أعطيت لمخالفي نظام الإقامة لمغادرة السعودية من دون تسديد مخالفات. وأعرب عدد كبير من المخالفين الذين التقتهم «الحياة» أول من أمس، عن تخوفهم من انقضاء مهلة ال 6 أشهر التي بدأت في 25 أيلول (سبتمبر) 2010، من دون أن يتمكنوا من إنهاء إجراءاتهم، لافتين إلى أن عدداً كبيراً من المخالفين يراجع بشكل يومي قسم الترحيل لإنهاء إجراءاته لكن بعضهم لا يستطيع بسبب الزحام. وأكد الباكستاني المخالف لنظام الإقامة محمد شفيق أنه أقام في السعودية خمسة أعوام، كان يتوارى خلال هذه المدة عن أعين الجوازات خشية القبض عليه، مشيراً إلى أنه تنقل بين أكثر من وظيفة في مجال البناء واستطاع أن يجمع مبلغاً جيداً سيساعده في فتح مشروع خاص به في بلده يكفل له العيش حياة كريمة بين أهله. ولفت إلى أنه كان يرسل الحوالات المالية إلى أهله عن طريق أصدقائه الذين يقيمون في السعودية بشكل نظامي. وأشار مخالف بنغالي آخر يدعى سراج إلى أنه حضر إلى السعودية بتأشيرة عمرة وبقي في البلاد نحو عامين عمل خلالها في مجالات عدة، وجمع مبلغاً جيداً مقارنة بما يمكنه جمعه في بلاده خلال هذه الفترة. وأضاف أن ما دعاه لمخالفة نظام الإقامة أنه لم يستطع شراء تأشيرة نظامية في بلده بسبب ارتفاع كلفتها، وجشع السماسرة هناك، داعياً إلى التسريع في إنهاء إجراءات المخالفين. وتعتبر مكاتب الخدمات العامة المجاورة ل «الجوازات» أكثر الجهات المستفيدة من ترحيل المقيمين، إذ يقبل عليها المخالفون بكثافة لتعبئة نماذج الترحيل. وذكر أحد العاملين فيها (فضل عدم ذكر اسمه) أن قسم ترحيل الجوازات في «العصارات» يشهد ازدحاماً كثيفاً منذ إعلان العفو الملكي، مشيراً إلى أن هذه الأزمة المزمنة ستجد طريقها إلى الحل على حد علمه. ومن المفارقات التي حدثت أثناء تجول «الحياة» في مكاتب الخدمات العامة، إضاعة جواز سفر شخص أثيوبي ما أربك العاملين في المكتب، وتعالت الأصوات ورمي الاتهامات فيما بينهم نتيجة الإهمال، ما دعا العامل إلى رفض الخروج من المكان حتى إحضار جوازه. واتصلت «الحياة» بالمتحدث باسم المديرية العامة للجوازات المقدم بدر المالك الذي تحجج بانشغاله، مطالباً عدم الاتصال به حتى يأتي هو بالرد، وعلى رغم مرور يومين على هذه المكالمة إلا أن «الحياة» لم تتلق أي رد منه. وكانت وزارة الداخلية دعت المتأخرين عن المغادرة الذين قدموا إلى المملكة بتأشيرات حج أو عمرة أو زيارة أو غيرها ممن سجلت عليهم مخالفات أو انتهت صلاحية تأشيراتهم إلى الاستفادة من العفو الملكي من العقوبات المقررة على المخالفات التي ارتكبوها لنظام الإقامة، داعية المخالفين إلى إنهاء إجراءات سفرهم في أقرب إدارة للوافدين في الفترة من السبت 25/9/2010 إلى الأربعاء 23/3/2011.