أصدر جمعٌ من المثقفين اللبنانيين بياناً أعلنوا فيه تأييدهم انتفاضةَ الشعبين المصري والتونسي، ومما جاء في البيان: «نحن، المثقّفين والكتّاب والفنّانين والصحافيّين اللبنانيّين الديموقراطيّين، الموقّعين أدناه، نعلن أقصى التأييد لانتفاضة شعب مصر، بعد انتفاضة شعب تونس، ونرى فيهما امتداداً وتتويجاً لنضال خضناه في لبنان، وخاضه زملاء لنا في إيران، ضدّ الاستبداد والديكتاتوريّة. فالشعب المصري اليوم، بعد الشعب التونسي بالأمس، يعلّمنا كيف أنّ الشعوب لا تُحكَم بالاعتباط والفساد والاستبداد، وكيف أنّ الأوطان لا تُختَصر في أشخاص كائنين من كانوا، ولا تورّث إلى أشخاص كائنين من كانوا أيضاً. لقد غدا مطلب الجمهوريّة الديموقراطيّة، المفتوحة على أفق العدالة الاجتماعيّة والعلمنة والحداثة والمساواة بين الجنسين، والمحكومة بالمساءلة والشفافيّة والرقابة الشعبيّة على القرار، مطلباً يُضحّى من أجله بالحياة نفسها. وهذه نقلة بعيدة كان للشعبين المصري والتونسي شرف إحداثها: فهي تأخذنا بعيداً من صراعات الهويّة اللاعقلانيّة والمدمّرة، ومن عالم الحروب المشرعة على الفناء، إلى فضاء الحرية والعمل والخبز والكرامة الإنسانيّة. وهذا وحده ما يخلق مواطنين أفراداً أعزّاء وأقوياء بذاتهم، كما يخلق من قوّتهم قوّة للأوطان والأمم المستقلّة في قرارها والمندرجة في رحابة هذا العالم والمعاصرة لعصرها. (...) فمن بيروت المثخنة بجروحها نرسل التحيّة، كلّ التحيّة، إلى القاهرةوتونس اللتين كانتا السبّاقتين، بين عواصمنا العربيّة، في سنّ الدساتير ووضع القوانين، مدركين أنّنا لا نضمد جروحنا وجروح هذا العالم العربي إلا بسلوك هذا الطريق، طريق الوطنيّة الدستوريّة». ومن الموقعين: حازم صاغية (كاتب وصحافي)، عباس بيضون (كاتب وصحافي)، رشا الأطرش (كاتبة وصحافية)، حنين غدار (صحافية)، ريم الجندي (فنانة تشكيلية)، فادي طفيلي (كاتب وصحافي)، محمد أبي سمرا (روائي وصحافي)، وسام سعادة (كاتب وصحافي)، دلال البزري (باحثة وصحافية)، محمد سويد (سينمائي)، شذا شرف الدين (فنانة تشكيلية وتصوير)، يوسف بزي (كاتب وصحافي)، ربيع مروة (كاتب ومسرحي)، زياد ماجد (باحث وصحافي)، نجوى بركات (روائية)، بشير هلال (باحث وصحافي)، حسام عيتاني (كاتب وصحافي)، جيزيل خوري (إعلامية)، هاني فغالي (ناشر).