وجهت محافظة جدة أخيراً خطاباً شديد اللهجة لمجلس بلدي المحافظة تطلب فيها إفادتها عن بعض التصريحات والآراء التي صدرت من أحد أعضائه حول طريقة تعامل ومباشرة بعض القطاعات الحكومية مع كارثة سيول جدة الأخيرة. مشيرةً إلى أن إدارة المحافظة طلبت إفادةً مفصلة وعاجلة حول تلك التصريحات. وطلب محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد من رئيس مجلس بلدي جدة حسين باعقيل عبر خطاب عاجل وجهه إليه (حصلت «الحياة» على نسخة منه) الإفادة بالتفصيل عن بعض التصاريح والآراء والانتقادات التي ظهرت في بعض وسائل الإعلام من أحد أعضاء المجلس حول غياب أمانة جدة ورجال الدفاع المدني عن التواجد في الوقت الحرج من كارثة السيول الأخيرة. وجاء نص الخطاب مشدداً على استغراب إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة من تلك التصريحات التي صدرت من أحد أعضاء المجلس البلدي (تحتفظ «الحياة» باسمه) كونه يصدر من رجل مسؤول يعي ويدرك تماماً ما تقوم به الدولة ممثلةً في جهاتها التنفيذية على أرض الواقع وفق خطط وبرامج منظمة لأعمال ومهمات الطوارئ المعتمدة من ولاة الأمر. واستعرض الخطاب تنديد مدني المحافظة بتلك التصاريح، مهيباً بعضو المجلس أن يعود إلى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والتي صدرت عقب هطول الأمطار والتي أكدت بالصور ومن أرض الواقع حجم ودقة عمليات الإنقاذ التي نفذت على الطبيعة، مشيراً إلى أنه لايقبل هذه اللغة، ولا يقرها ولا يقبلها لا هو ولا أي مواطن على وجه الإطلاق. وأوضح أن غياب الواقع عن عضو المجلس عائد بسبب أنه لم يزر تلك المواقع التي أشار إليها في تصاريحه إلا بعد 48 ساعة من وقوع الحدث، وبعد انتهاء العمليات الميدانية بشكل كامل وهو ما يؤكد غيابه التام عن الموقع ساعة وقوعه، وأنه لن يشاهد شيئاً بطبيعة الحال. وطالب محافظ جدة من رئيس المجلس البلدي الإفادة المفصلة عن القضية بعد الاطلاع على محتوى الاتهامات المذكورة، وهل ما ذكره العضو يعبر عن وجهة نظر المجلس فعلاً، أم أنها لاتعدو كونها نظرة شخصية، وإن كانت وجهة نظر خاصة فهي مردودة عليه بالأدلة والبراهين. وكانت مديرية الدفاع المدني في جدة بعثت خطاباً لمحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وصورة منه إلى أمين المحافظة تندد فيه ببعض التصاريح الإعلامية الواردة من أحد أعضاء المجلس البلدي، وإنكاره الجهود المبذولة من قبل مدني المحافظة في التعامل مع كارثة جدة، مؤكدةً أن هذه التصريحات فيها استثارة للرأي العام وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، ولافتةً إلى أن رجال الدفاع المدني بذلوا كل ما في وسعهم من أجل إنقاذ إخوانهم المتضررين.