رسمت الأندية السعودية برامجها خلال توقف الدوري الذي استمر أكثر من أربعين يوماً، بسبب ارتباط المنتخب الكروي الأول بالمشاركة في نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي اختتمت السبت الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، وتنوعت المعسكرات بين داخلية «نصف انضباطية» وخارجية «شبه سياحية». لا نجزم بنصف الانضباط للأندية التي فضلت التحضير محلياً، لكن طبيعة الحياة الاجتماعية لدينا من «سهر وبلوت» ومناسبات المفطحات قد تجعل اللاعب المحترف أول المخترقين للنظام الغذائي، وبالتالي تصبح التحضيرات غير مستوفية للشروط الاحترافية، ولا نجزم بسياحة الفرق التي اتجهت للخارج القريب، ولكن فسحات التسوّق تعددت وأصبحت خبراً رئيسياً لغالبية الفرق التي ترفه عن لاعبيها بالتسوّق، وهو جهد إضافي ينهك أي شخص فكيف تكون حال اللاعب المنهك أصلاً. من الوهلة الأولى يتوقع المتابع لمعسكرات الأندية السعودية أن الهلال أفضلها تحضيراً وأحسنها تجهيزاً، فقد شارك في دورة ودية ضمت عدداً من أندية شرق أوروبا واستفاد بتجربة عناصر جديدة، مثل الحارس الشاب عبدالله السديري، وجرّب جاهزية لاعبه «الديناميكي» خالد عزيز بعد غياب طويل عن الملاعب، وحقق الهلال البطولة على حساب فريق زينيت الروسي الحاصل على بطولة أوروبا من قبل، وهو إنجاز أتى في وقته يضاف لرصيد خمسين لقباً حققها نادي القرن الآسيوي من قبل. أسوأ الفرق تحضيراً فريقا النصر والاتحاد، وكأن «الأصفرين» اتفقا على سلبية التحضير، فقد غادر الاتحاد لمعسكره الخارجي وعاد باكراً وكان من المفترض تأخير المغادرة، بحيث تكون العودة قبل بدء المنافسات المحلية بفترة وجيزة كما فعل الهلال، أما النصر فقد تأخر في مغادرته لظروف تعددت تبريراتها، ووصل إلى الكويت في توقيت مربك للفريق وللمدير الفني الجديد، وزاد من سوء الوضع اشتباكات أحمد عباس «العنترية»، ثم التحامات المباراة الودية الثانية وانسحاب مشوّش لذهنية أنصار النادي، بل يضعها على رصيف القلق والخوف من المستقبل المجهول. فكر العمل في الهلال مختلف عن بقية الأندية، وهذا التصوّر يغيظ منافسيه ويثير حنق أنصار الأندية الأخرى، لكن هذا هو الواقع، فالعمل في الأندية يعطي مدلولات لا تخفى على المتابع الحصيف. بقية الفرق تنوعت في تحضيراتها كما ذكرنا وستتضح رؤية التحضير السليم من أول ركض على البساط الأخضر في افتتاحية مسابقة كأس ولي العهد، ثم منافسات دوري «زين» الذي يضع الأندية كافة على المحك ويكشف تحضيراتها من دون رتوش وتبريرات زائفة. [email protected]